دفعة الإنسانية.. الدفعة 12 ماجستير إدارة أعمال

محمد الحربي:
لطيفة هي تلك الأقدار التي كتبت لنا بتسجيل الماجستير، وجمعتنا كمجموعة لطيفة من الزملاء والزميلات، يتسمون بالنبل والطيبة، ويحملون في قلوبهم الإنسانية والحب والخير والعطاء.
مرت سنوات في البكالوريوس ولم أتحد مع زملائي كما حصل في الماجستير، وخلال بضعة أيام فقط!
صحيح أن الطالب في البكالوريوس لم يصل إلى نضج طالب الماجستير؛ حيث فارق السن والخبرة في الحياة ومعرفة قيمة الزميل وأهمية العلاقات، كل ذلك له دور في هكذا قضية.
لكن القضية تختلف هنا في دفعتي للماجستير، وليس هذه الأسباب هي محور حديثي. أتحدث عن مجموعة من البشر لهم أرواح خاصة وقلوب فريدة، مشاعر إنسانية فياضة، وأخلاق ليس لها مثيل.
كل واحد يريد خدمة الآخر بأي طريقة كانت، وربما بدون معرفة كافية، وبالطبع بدون انتظار مقابل أو حتى طلب.
أحدهم يريد مرافقة زميله في الطريق، وأخرى تقدم لزميلها وزميلتها الشاي أو الماء، وثالث يقوم بشراء قطعة شوكولاتة أو البسكويت لزميله وقت الاستراحة لتعزيز العلاقة وترسيخ الحب.
يقدم أحدهم الماء والفاين لزميله لمجرد أنه لمحه متضايقا من حرارة الجو وقت الظهيرة، وآخر يستقل سيارته وينزل إلى بوابة الجامعة لتوصيل زملائه للمركز، ومندوب يخدم ويواسي الجميع ويتفقد الكل، يعطي ويتعاطف ويتأكد من حضور سائق الباص من أجل الاطمئنان على الزميلات بالذات وضمان توصيلهن تجنبا لتعرضهن لمشقة السير إلى بوابة الجامعة.
يحضر أحدهم للمركز عدة مرات رغم عدم وجود محاضرة من أجل أن يقوم بشرح بعض المحاضرات لبعض الزملاء.
تنفتح الكثير من الجروبات في الواتساب لتعزيز التواصل ومراجعة ومناقشة المحاضرات وتبادل الأفكار والأفهام.
يحل البعض الأنشطة والنماذج ويرسل بها لكل الزملاء لتعم الفائدة.
ينفعل أحدهم على زملائه، لكنه يعتذر بعد ذلك ويعترف بخطئه، فيتجاوز الجميع الموقف رغبة في بقاء الحب ونقاء العلاقة.
يحرص من معه سيارة على إيصال بعض الزملاء والزميلات رفقًا وحنانًا بهم.
يتعاطفون مع بعضهم ويتواسون كأطفال أبرياء تسود فيهم لطافة الروح على كثافة الطين، ويحملون هم اللعب والمتعة والمرح ليس أكثر.
إنها دفعة الحب والحنان، حد وصف الحبيب الغالي خالد القاهري.
تخصصات جامعية مختلفة وخلفيات مهنية متعددة، لكن التشابه والتقارب في الأرواح يثير العجب ويبعث على التساؤل ويدعو لبحث القضية، للخروج ربما بتوصيات قيمية وإنسانية نحتاجها خصوصا في زمن الحرب، حيث تنهار القيم وتسود الأنانية وتتشوه النفوس.
رغم هذا التشوه الحاصل هنا وهناك، تتجلى دفعة 12 إدارة أعمال بأبهى صور الإنسانية وأعظم تجليات الإنسان.
لم ولن تستطيع أي فرصة ولا أي صدفة جمع هذه الأرواح الوهاجة والنفوس الجميلة الرائعة في مكان واحد، إنه القدر، والقدر لا يعلو عليه شيء ولا يقاومه أي قانون.
لكم أنا سعيد وفخور بكم أيها الأحبة، يا من تجتمعون في هذا الصرح العلمي الشامخ لتأهيل أنفسكم من أجل قيمة مضافة في المجتمع، يا قادة المستقبل وعمالقة الزمن القادم، أنتم شموس ونبراسٌ وضياء وأمل.
أحبكم حد الثمالة