ضد اضطهاد النسوية

معاذ مدهش/

أتذكر معلمة الصفوف الأولى، كانت تنادي البنات بأسمائهن المدلعة “ميمي شوشو مريومة” وتوزع لهن الشوكولاتة والمديح، أما نحن الأولاد فتنادينا بأسماء غريبة “مطرقة ربح عردان جني دبوس” ونحصل منها على نظرات طويلة وساخرة وأحيانًا خصمًا من الدرجات.

في المسابقات تسأل الطالبات: إيش لون السبورة؟

وتسألنا نحن: ما أسباب سقوط الدولة العباسية؟

في الاستراحات كانت تشرف على لعبنا، أو هكذا يفترض، لكن اللعب لو شئنا الدقة كان على طريقتها تماما! تجمع الأولاد النحاف في فريق، وتضع البنات الأقوى والأعرض في فريق آخر، ثم تشير بعصاها الطويلة ليبدأ العراك. مصارعة حرة باسم رياضة، باسم لعب أطفال، تقف بيننا كحكم متحمس وتشجع الطالبات بصوت خافت فيه نشوة

“لا تسمحوش لهم يتغلبوا عليكن افحروهم”

لم نكن شيئا سوى كدمات على الأرجل والروح،

نخطئ في الإجابات كلها، ونصفق للفتيات وهن يحصلن على الدرجات الكاملة، ونتخيل مستقبلنا كما تتنبأ لنا كل مرة”مكنسين حمالين” كنا نضحك كثيرا، ونكتم شيئا لا نعرفه، ثم نجيب عن سؤال الناس “كيف أستاذتكم” بنفس العبارة دائما “مسكينة تضحكنا”.. كبرت وسمعت كلمة “نسوية” لم أحتج أن أبحث عنها، أنا عرفتها في المدرسة، ترتدي عباءات مخططة، تضع قفازين، وتمسك عصا لم تضرب بها طالبة قط

رأيتها وسمعتها تقول لزميلنا النحيف “محسن”

وهو يبكي بعد لكمة من طالبة عملاقة

“عيب عيب يا دبوس تبكي أنت رجال”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى