مزادات أمريكية تبيع شواهد قبور أثرية يمنية نادرة تعود لـ”معد كرب” وابنته “غثم” من مملكة سبأ

رواها 360/
كشف خبير الآثار اليمني عبدالله محسن عن بيع شاهدين أثريين نادرين في مزادات بالولايات المتحدة يعودان لأب وابنته من مملكة سبأ، هما “معد كرب” و”غثم بنت معد كرب”، في واقعة تعكس استمرار تهريب وبيع آثار اليمن في الخارج.
وأوضح محسن، في منشور على صفحته بفيسبوك، أنه منذ سنوات وثق بيع شاهد قبر سبئي يرجع للفترة الممتدة من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثاني الميلادي، مصنوع من المرمر المرقط باللون الكريمي والأحمر، يحمل رأس أنثى بارزًا بعيون لوزية غائرة، وأنف طويل ورقيق، وشفاه صغيرة مزمومة. وأضاف أن الجزء السفلي من الشاهد مكسور إلى جزأين ويحمل سطرين من الكتابة السبئية التي تُعرف صاحبة الشاهد باسم “غ ث م م بنت معد كرب”.
وأشار إلى أن موقع المزاد الأمريكي الذي باع القطعة في دالاس بتاريخ 19 مارس 2008م وصفها بالذكر رغم وجود كلمة “بنت” في النقش، وهو ما عزاه لعدم اهتمام القائمين على المزاد بالنص المكتوب.
كما لفت محسن إلى بيع شاهد قبر آخر قبل ذلك بخمس سنوات في 11 ديسمبر 2003م في نيويورك، مصنوع من الحجر الجيري، ويحمل نقشًا مسندياً باسم صاحبه “معد كرب”، ويرجع تاريخه للفترة من القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن الثاني الميلادي، وهو ما يجعل منه أبًا محتملاً لصاحبة الشاهد الأول “غثم بنت معد كرب”.
ووصف الخبير الشاهد الثاني بأنه “مستطيل الشكل، منحوت في طرفه العلوي، وبه رأس رجل ملتحٍ بارز للغاية، حيث نُحتت لحيته وشعره بتجعيدات مرتبة، مع جبين حاد، وأنف طويل، وشفاه رفيعة مغلقة، وعينين مرفوعتين مع حدقتي العين”.
وأكد محسن أن اسم “معد كرب” ورد في نقوش المسند في مملكة سبأ بالدرجة الأولى، ثم في قتبان، فمعين، ثم حضرموت، مشيرًا إلى أن من أشهر التماثيل المعروفة لهذا الاسم تمثال برونزي محفوظ في المتحف الوطني بصنعاء، تزين صدره وملابسه سبعة عشر سطرًا من النقوش السبئية الرائعة، ويعود للفترة من أوائل الألفية الأولى إلى القرن الرابع قبل الميلاد.
كما أشار إلى أن التاريخ اليمني عرف شخصيات بارزة حملت هذا الاسم، أبرزهم الملك “معد كرب يعفر” ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة، الوارد ذكره في نقش “مأسل الجمح الثاني”.
واختتم خبير الآثار اليمني منشوره معبرًا عن أسفه لما آلت إليه حال الآثار والشواهد اليمنية، قائلًا: “ما حدث لشاهدي قبري معد كرب وغثم، مع ما يحدث لليمني اليوم، يدعو للأسف. نشعر أننا في وطن منكوب، مكتوب على ماضيه وحاضره ومستقبله الرحيل إلى مهالك الغربة، إما إلى متحف أو مزاد أو قبر غريب في بلد بعيد، أو جدث غارق في جوف بحر يعبره اللاجئون.”






