أحزاب سياسية تحذر من “وقائع أمر واقع” في شبوة وحضرموت والمهرة وتدعو لاحتواء الانقسام

أصدرت عدد من الأحزاب والمكوّنات السياسية اليمني، الثلاثاء، بيانًا مشتركًا عبّرت فيه عن قلقها البالغ من التطورات المتسارعة في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، وما رافقها من محاولات المجلس الانتقالي الجنوبي فرض وقائع جديدة خارج إطار الشرعية ومؤسسات الدولة.

وأوضح البيان أن الأحزاب تثمّن لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بسفراء الدول الراعية للعملية السياسية، بحضور رئيس الوزراء، معتبرة أن المرحلة الحالية تتطلب دعمًا أوسع لجهود استعادة الاستقرار.

وأكدت الأحزاب رفضها الكامل لما وصفته بـ”الإجراءات الأحادية” التي اتخذها المجلس الانتقالي، ومنها تحريك قوات من خارج مناطقها وإنشاء هياكل أمر واقع، معتبرة أن هذه التحركات تشكل تهديدًا مباشرًا لوحدة القرار الأمني والعسكري، وقد تدفع نحو صراعات داخلية لا يستفيد منها سوى جماعة الحوثيين ومشروعها المدعوم من إيران.

وأشار البيان إلى أن التطورات الأخيرة جاءت نتيجة أسباب سبق التحذير منها، أبرزها الانقسام داخل مجلس القيادة الرئاسي، وتعثر تنفيذ اتفاق الرياض، والاختلالات في الشراكة السياسية، وحصر القرار الوطني في مكونات محدودة.

ودعت الأحزاب إلى احتواء الانقسام والعودة إلى طاولة الحوار لحل القضايا الخلافية، والحفاظ على المركز القانوني للدولة، مؤكدة أهمية التوافق على إطار خاص للقضية الجنوبية يُطرح ضمن أي مفاوضات للحل الشامل.

كما ثمّنت الأحزاب جهود المملكة العربية السعودية في احتواء التصعيد، مشيرة إلى أن أي اضطراب أمني أو سياسي في شبوة أو حضرموت أو المهرة سينعكس سلبًا على انتظام الرواتب وإمدادات وقود الكهرباء وثقة المانحين بالإصلاحات الاقتصادية.

وطالبت الأحزاب الشركاء الدوليين باتخاذ موقف واضح يرفض الإجراءات الأحادية، ودعم الشرعية الدستورية ومؤسسات الدولة، والضغط من أجل عودة القوات القادمة من خارج شبوة وحضرموت والمهرة إلى مواقعها السابقة.

وأكد البيان دعم الأحزاب لموقف القيادة الشرعية الرافض للانجرار إلى صراعات جانبية، ودعم كل الإجراءات الرامية لحماية السلم الأهلي وتعزيز حضور الدولة، وتوجيه الجهود نحو مواجهة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.

واختتمت الأحزاب بيانها بالتأكيد على أن مستقبل اليمن مرهون بوجود الدولة وتماسك مؤسساتها، داعية إلى عودة مجلس القيادة وقيادات الدولة لممارسة مهامهم من الداخل، وتعزيز الجهود الهادفة إلى حماية السلم الوطني ووحدة التراب اليمني.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى