أطلال غزة تخفي أفراح وقف إطلاق النار: أمل العودة يصطدم بالدمار والمآسي

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس حيز التنفيذ، بدأ سكان غزة بالعودة إلى منازلهم المدمرة، حيث تلاشت فرحة التهدئة أمام مشاهد الدمار الهائل الذي خلّفته حرب استمرت 15 شهراً.
في اليوم الثالث من التهدئة، سار كثير من الفلسطينيين على الأقدام أو استخدموا عربات بسيطة للوصول إلى أحيائهم التي أصبحت أطلالاً. وبحسب السكان، لم تكن العودة سهلة، فقد باتت بعض الأحياء أشبه بجبل من الأنقاض يصعب حتى التعرف على معالمها.
معاناة العودة بين الأنقاض
في النصيرات وسط غزة، عبّرت ولاء العر، وهي واحدة من السكان الذين حاولوا العودة إلى منازلهم، عن صدمتها من حجم الدمار. وقالت: “نحاول إزالة الأنقاض للعودة إلى البيت، لكن لم يبقَ شيء، حتى الوسائد مدمرة”. وأشارت إلى أن ما رأته كان يفوق الوصف، خاصة مع مشاعر الحزن التي غلبت على فرحة العودة.
أما عبلة، وهي أم لثلاثة أطفال من حي تل الهوى شمال القطاع، فقد وجدت أن منزلها المكوّن من سبعة طوابق “اتدمر مثل البسكوت”، على حد تعبيرها. وأضافت أن المكان لم يكن مجرد منزل، بل صندوق ذكريات عائلتها حيث ولدت أطفالها وعاشت معهم لحظات لا تُنسى.
إعادة الإعمار بين الحلم والتحديات
الدمار الهائل في غزة جعل إعادة الإعمار تحدياً كبيراً، حيث أظهر تقييم للأمم المتحدة أن إزالة الأنقاض قد تستغرق أكثر من 20 عاماً بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار. وتزداد المخاوف من تلوث الأنقاض بمواد ضارة مثل الأسبستوس، مما يزيد من تعقيد الوضع الصحي في المنطقة.
أرقام صادمة وتراجع التنمية
السلطات الصحية في غزة أفادت بأن الصراع أودى بحياة أكثر من 47 ألف شخص، مع احتمال وجود آلاف الجثث ما زالت تحت الأنقاض. كما أشار تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن التنمية في غزة تراجعت سبعة عقود بسبب الحرب.
نداء للمساعدة الدولية
في جنيف، وصف ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أوضاع سكان غزة بأنها مأساوية. وقال: “ما يجدونه عند عودتهم ليس منازل، بل جبال من الأنقاض. إنهم بحاجة ماسة إلى المساعدة لإعادة بناء حياتهم”.
وسط هذه المشاهد، يظل سكان غزة عالقين بين أمل في مستقبل أفضل وحقيقة قاسية تفرضها أطلال مدنهم، مع تساؤلات مستمرة حول متى وكيف ستبدأ جهود الإعمار.