الترتيبات النهائية لعملية الأغتيال قبل إسبوع من تنفيذ الجريمة

شهاب عبدالله عبدالعالم:
قُبيل أسبوع من حادثة الإغتيال السياسية و التي تمت 11 أكتوبر 1977 قام رئيس مجلس القيادة و القائد العام للجيش و القوات المسلحة و الأمن المقدم إبراهيم الحمدي بالتواصل مع القائد عبدالله عبدالعالم عضو مجلس القيادة لحركة 13 يونيو 1974 التصحيحية و قائد قوات المظلات و طلب منه الإجتماع بصورة عاجلة في مبنى القيادة لمناقشة أمور في غاية الأهمية لا يمكن تأجيلها و حضر القائد عبدالله عبدالعالم إلى مبنى القيادة و اجتمع بالرئيس ابراهيم الحمدي و إذ بالرئيس يقول للقائد عبدالله عبدالعالم أن رئيس الأركان و عضو مجلس القيادة أحمد حسين الغشمي جاء إلى الرئيس مشتكياً هو و أخوه الشيخ محمد حسين الغشمي و قد قاموا بإبلاغ بعض الأخوة غير الأشقاء بذلك و أخبروا الرئيس أنهما و مجموعة من الضباط تحت الرقابة المستمرة من قوات المظلات و استفسر الرئيس ابراهيم الحمدي عن حقيقة الأمر من القائد عبدالله عبدالعالم فأجبه القائد عبدالله عبدالعالم بأن حقيقة الأمر هي بعد تغيير حراسة الرئيس من قِبل بعض أخوة الرئيس غير الأشقاء في أغسطس 1977 و هم من قوات المظلات و عددهم 85 ضابط و صف ضابط و جندي و استبدالهم بحراسة من عمران و من قوات العمالقة دون أسباب واضحة على الرغم من تفاني قوات المظلات و حرصهم على حياة الرئيس و سلامته على مدى أكثر من 3 سنوات و عدة أشهر فكان الأمر يدعو للشك و الريبة و كان لبد من فرض رقابة لصيقة و مشددة على بعض الضباط الذين تدور حولهم الشكوك و على رأسهم رئيس الأركان أحمد حسين الغشمي و بعض الضباط الآخرين و هناك تقارير حولهم على مدار الساعة لأنهم سوف يقوموا بإغتيال الرئيس و لقد أبلغتكم بصفتك رئيس الجمهورية أكثر من مرة حول هذا الأمر
فأجاب الرئيس نعم أبلغتني حول نوايا أحمد الغشمي و أنا أجزم لك أن أحمد حسين الغشمي ليس لديه أي طموح في الرئاسة فقد أعطيناه أكثر من قدراته و أستطيع أن أصدر قرار فوراً بإقالته فلا تقلق من أحمد حسين الغشمي
فأجاب القائد عبدالله عبدالعالم أصدر القرار أو ضعه تحت الإقامة الجبرية فقال الرئيس بعد عودتي من عدن و الآن سوف أطلب أحمد الغشمي إلى مكتبي و اطلب منكم أن تحلفوا على كتاب الله أن لا تتقاتلوا و أن تترك أحمد الغشمي و تلغي الرقابة المفروضة عليه و على بقية الضباط و جاء أحمد الغشمي و هو يبكي و يحلف انه لا يريد أن يصيب الرئيس بأي مكروه و أخبرهم القائد عبدالله عبدالعالم أن الغشمي يكذب و لا تتأثر بدموعه و لا يؤثر عليك الشيخ محمد حسين الغشمي نتيجة معرفته و صداقته ببعض أفراد أسرتك ( أخوتك غير الأشقاء ) و الآن سوف أنصرف و سأكون في معسكر المظلات في حالة استنفار و سوف أنفذ رغبتك يا أخ ابراهيم و ألغي الرقابة و لكني أجزم لك أن الغشمي سوف يقتلك و يقتلنا معك و يقتل دولتنا الفتية و في حال طلبني الرئيس سأكون جاهز لحماية الوطن و الشعب
و لقد كان هذا آخر اجتماع بين الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي و القائد عبدالله عبدالعالم
رحم الله القائد عبدالله عبدالعالم و رحم الله الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي و أسكنهم الله الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء و الشهداء و الصديقين