الجبري في ختام مؤتمر شباب تعز: الحرب سرقت عقدا من أعمارنا و لكن إرادة الشباب انتصرت

رواها 360:
ألقى رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشباب الأول في تعز، الأستاذ إبراهيم الجبري، كلمة قوية ومؤثرة خلال فعالية اختتام المؤتمر، أكد فيها أن الحرب التهمت عشر سنوات من عمر اليمن، وكادت أن تسرق أعمار الشباب، لولا صمودهم وإرادتهم المتوقدة، مشيرًا إلى أن الشباب أثبتوا أنهم ليسوا ضحايا للحرب بل صناع للتغيير وحملة لمشاريع الأمل.
استهل الجبري كلمته بالترحيب بالحضور من مختلف الجهات والمكونات المجتمعية والسياسية، مشيدًا بتعز التي وصفها بأنها لم تكن يومًا على هامش التاريخ، بل في قلب الحركة الوطنية، صانعة للتحولات، ومنبعًا للفكر والثقافة والنضال، وقدّمت للوطن رموزًا خالدة في السياسة، والفكر، والاقتصاد، والفن، والكفاح الوطني.
وقال إن هذه المدينة قدمت رجالًا ونساءً في كل الميادين، ممن حفروا أسماءهم في سجل الذاكرة الوطنية، من الثوار والمفكرين والشهداء والحقوقيين، وأن المرأة في تعز كانت دومًا في صدارة النضال الوطني، منذ الدكتورة وهيبة فارع وحتى الناشطة نادية السقاف والقاضية إشراق المقطري، وغيرهن من النساء الرائدات.
وأضاف أن المؤتمر لم يكن فعالية عابرة أو احتفالية موسمية، بل ثمرة جهد استمر أكثر من عام ونصف، شارك فيه المئات من الشباب، ونُظّمت خلاله أكثر من 35 فعالية ونشاط ناقشت قضايا الشباب في تعز واليمن عمومًا، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا. وأكد أن هذا المؤتمر جاء ليؤسس لمسار شبابي جديد يتجاوز منطق التهميش والإقصاء، وينقل صوت الشباب من الهامش إلى مركز القرار، وليكون منصة للتعبير عن تطلعاتهم وهمومهم وحقوقهم في بيئة حوارية ديمقراطية.
الجبري أكد أن تعز، رغم الحرب والحصار، لا تزال مدينة نابضة بالحياة والثقافة، وأن شبابها سطّروا أروع البطولات في ميادين النضال، من الجبهات العسكرية إلى ساحات الكفاح الحقوقي والإعلامي والمدني، واليوم هم يجتمعون تحت سقف واحد، ليرفعوا راية الأمل، ويعلنوا عن إرادة جماعية للنهوض من بين أنقاض الحرب، وتحويل التحديات إلى فرص.
وأكد في كلمته أن تهميش الشباب أو استبعادهم تحت ذريعة قلة الخبرة لم يعد مقبولًا، وأن الدولة والمجتمع بكل مكوناته مطالبون بفتح المسارات أمامهم، وتأهيلهم وإشراكهم في صياغة المستقبل. كما دعا إلى تطوير البنية المؤسسية والسياسات التعليمية والثقافية والاقتصادية التي تعزز من قدرات الشباب، وتضمن مشاركتهم الفاعلة في بناء الدولة وتحقيق السلام والتنمية، وبناء يمن اتحادي عادل يسع الجميع.
وختم كلمته بتوجيه الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، وفي مقدمتهم وزارة الشباب والرياضة، والسلطة المحلية، ومؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، والسفارة الفرنسية، ومكتب الشباب في تعز، وكل المبادرات الشبابية، متمنيًا أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق حقيقية لمشروع وطني شبابي جامع.
ووجه تحية خاصة للشهداء والجرحى وكل من ضحى في سبيل الوطن، مؤكدًا أن دماءهم لن تذهب هدرًا، وأن الجيل الجديد عازم على استكمال المسيرة.