الجبزية… رجال يصنعون طريق الحياة

وليد الجبزي:
في عزلة الجبزية بمديرية المعافر محافظة تعز لا صوت يعلو فوق صوت العطاء والعمل.
هناك، حيث تحولت القلوب إلى محركات أمل، والأيادي إلى أدوات بناء تعمل العزلة كخلية نحل لا تعرف الكلل ولا الملل في مسيرة استثنائية عنوانها المبادرات المجتمعية.
بعد أن أنجز الأهالي جزء كبير من توسعة الطريق الرئيسي للعزلة ونجحوا من قبل في توسعة طريق قرية الزائدة ها هم اليوم يواصلون خطاهم الثابتة والجادة نحو توسعة طريق قرية الحجر.
مشهد يفيض بالفخر حيث يلتقي الماضي المليء بالصعاب بالحاضر المشرق الذي يصنعه أبناء المنطقة بجهودهم وتضحياتهم.
في قرية الحجر، لم تسبق الأيادي القلوب بل سبقت القلوب الأيادي، هناك يتسابق الجميع للمشاركة، هذا يساهم بالمال، وذاك يتنازل عن جزء من أرضه لتوسعة الطريق وآخر يقدم جهدًا وعملًا في خدمة المشروع. لا يهم حجم المساهمة بقدر ما يهم أن الكل حاضر والكل شريك في صناعة هذا الإنجاز.
إنها صورة ناصعة لمجتمع أدرك أن التنمية الحقيقية تبدأ من الناس ولأجل الناس.
فحين تتضافر الجهود، تُرسم طرق الأمل وتُفتح مسارات الحياة، لا بالحجارة فقط، بل بالإرادة الصلبة والروح الجماعية التي لا تعرف المستحيل.
الجبزية اليوم لا تُوسّع طرقاتها فحسب بل توسّع آفاق المستقبل لأبنائها وتؤكد أن التكافل المجتمعي هو حجر الأساس لكل نهضة.
وما يخطه رجالها اليوم سيظل شاهدًا للأجيال القادمة على أن الأمل طريق وهذا الطريق يُبنى بأيدٍ صلبة وقلوب مؤمنة.