الضمانة والثور والشيخ

عدنان الأثوري:

لا نستغرب أبدًا إن طلبت إحدى المؤسسات أو الشركات أو المكاتب منك ضمانة تجارية من أجل أن تقبلك موظفًا لديها وهذه الضمانة هي أشبه بالكفيل في المملكة العربية السعودية وبعض البلاد المستقرة، فإذا ما أحضرت الضمانة عندها تصير موظفًا فيها ومع ذلك تبقى مواطنًا من الدرجة الثالثة في بلدك، وبغيرها يبقى مصيرك مصير الذين يدخلون تهريبًا إلى غير بلدهم عبر البر أو البحر، بمعنى أنك بغير تلك الضمانة تبقى في دائرة الشك والتخوين وأنك لست يمنيًا وأنت في بلدك بل مواطنًا من الدرجة الثالثة لا تمتلك حقوق المواطنة كاملة، وهكذا تكون الضمانة سارية المفعول في المعاملات والتعاملات في كل مرافق الدولة المدنية والعسكرية.

أما بالنسبة للثور الأسود فهو يمثل ثقافة عريقة في التاريخ اليمني لا سيما الحديث منه، فالثور هو الذي يفصل في كثير من القضايا العالقة وخاصة ما يتعلق بالقتل والدم والصلح، ولطالما شهدنا العديد من حوادث القتل والإغتيالات التي يكون نتيجتها أبرياء لا ذنب لهم وأبطالها قتلة وخارجون عن القانون فيأتي هنا دور الثور الوسيم ليثبت أنه القادر على حل القضايا المعقدة التي عجزت الدولة بكل سلطاتها الثلاث عن حلها، لذلك كان الأولى أن يتم وضع الثور الأسود كمادة من مواد الدستور وبصلاحيات واسعة.

أما الشيخ فهو الذي بيده مربط الثور والفرس وهو المتحكم في أغلب القضايا، وهو السلطة العليا فوق سلطة الدولة، بل ويعد السلطة الأولى الخفية في المجتمع اليمني ومن حقه أن يتدخل في صلاحية السلطتين التنفيذية والقضائية، وهو ملاذ للقتلة والمجرمين عند بعض المشائخ فلا صوت يعلو فوق صوت الشيخ حتى وإن كانت الدولة بكل عتادها وعدتها موجودة، ولذلك سنبقى تحت حكم ورحمة الشيخ وتدخلاته في كل شؤون الناس.

إلى متى يظل يحكمنا قانون الثور ودسمال الشيخ وتقيدنا الضمانة؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى