العدنية فاطمة كحلي.. من مربية أطفال إلى ضحية صدمة الحرب النفسية ضمن 10 ملايين يمني

منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، يعيش الشعب اليمني تحت وطأة أزمة متعددة الأبعاد، لم تقتصر على الجوانب الاقتصادية والأمنية، بل طالت البنية النفسية للمجتمع. فقد أسفرت الصراعات المسلحة عن دمار كبير في المرافق الصحية، بما فيها مراكز التأهيل النفسي، مما أدى إلى تفاقم حالات الصدمات النفسية واضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) بين السكان.
تقارير أممية تشير إلى أن أكثر من 10 ملايين يمني يعانون من اضطرابات نفسية حادة جراء الحرب. ومع النقص الكبير في الموارد والمراكز العلاجية، تُرك هؤلاء الضحايا يواجهون معاناتهم في ظل غياب منظومة دعم صحي ونفسي فعّالة.
قصة فاطمة كحلي: من مربية أطفال إلى ضحية للحرب
في سياق هذه الأزمة النفسية، تبرز قصة فاطمة كحلي كحالة تعكس التأثير المدمر للحرب على الأفراد. فاطمة، التي كانت مربية أطفال ومعروفة في حيها ببهجتها وروحها المرحة، انقلبت حياتها رأسًا على عقب بعد فقدان شقيقها جميل كحلي عام 2015 خلال معركة تحرير مدينة عدن من جماعة الحوثيين.
تسببت هذه الحادثة في صدمة نفسية قاسية دفعت فاطمة إلى العزلة والانفصال عن المجتمع. ورغم حاجتها الملحة للدعم النفسي، فإن غياب مراكز التأهيل في اليمن أدى إلى تدهور حالتها تدريجيًا، حتى أصبحت تعيش في حالة من الفوضى النفسية، ما أثار قلق المجتمع المحلي.
صور فاطمة كحلي
انتشرت صور فاطمة كحلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهي في حالة متدهورة، ما دفع الناشطين إلى مناشدة السلطات والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم النفسي لها.
ولاقت الدعوات استجابة أمنية حيث أظهرت الصور المتداولة تدخلًا أمنيًا أدى إلى نقلها على متن طقم عسكري إلى المصحة في العاصمة عدن.
أزمة الصحة النفسية في اليمن: احتياجات تفوق الإمكانيات
تعاني اليمن من نقص حاد في خدمات الصحة النفسية. ورغم الجهود المحدودة، مثل الشراكة بين منظمة الصحة العالمية ودائرة الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية (إيكو)، والتي دعمت إنشاء 17 وحدة للصحة النفسية، يبقى هذا غير كافٍ لتلبية احتياجات ملايين اليمنيين المتضررين نفسيًا.
قصة فاطمة كحلي ليست مجرد حادثة فردية، بل تعكس معاناة ملايين اليمنيين الذين يحتاجون إلى رعاية نفسية ملحة. وفي ظل غياب استراتيجية شاملة، يصبح من الضروري على السلطات المحلية والدولية اتخاذ خطوات عاجلة لإنشاء مراكز تأهيل نفسي، وتعزيز برامج الدعم النفسي الاجتماعي، مع التركيز على رفع الوعي ومكافحة الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية.
الصحة العالمية
نشرت منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث “النضال الصامت: أزمة الصحة النفسية في اليمن” قالت فيه :”لم تخلّف سنوات النزاع الطويل في اليمن ظلالاً قاتمةً على بنيتها التحتية فحسب، بل امتدت آثارها أيضاً إلى صحة ورفاه سكانها. ولطالما تم تجاهل الصحة النفسية، حتى تفاقمت هذه الأزمة الخفية في عمق المجتمع.
تعاني العديد من المناطق في اليمن نقصاً حاداً في خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، ذلك بسبب قلة عدد الأخصائيين المدربين والمراكز العلاجية. حتى في المناطق التي تتوفر فيها مثل هذه الخدمات، قد يعاني البعض من صعوبة الوصول إليها بسبب الوصمة الاجتماعية.
ويُقدّر عدد الأشخاص الذين يعانون من الصدمات النفسية والإجهاد الناجم عن النزاع المستمر بنحو 7 ملايين شخص، أي ما يقرب ربع سكان اليمن. بينما يحتاج جميعهم إلى دعمٍ صحيّ نفسي، لا يتمكن سوى 120 ألفاً فقط من الوصول المستمر للخدمات، بحسب الصحة العالمية.
وساهمت شراكة منظمة الصحة العالمية مع دائرة الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية (إيكو) في تعزيز الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في اليمن، وإعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً التي تعاني من أمراض نفسية.
تضامن
ولاقت حالة المواطنة فاطمة تضامنا حيث وحد الناشطون تضامنهم عبر منشور واحد تنشره ” رواها 360 ” كما هو :”أحيانًا تفقد شخصًا فتتغير حياتك كلها برمشة عين.
الحرَمة الكبيرة في السن التي نُشر عنها أنها تؤذي الناس وتُسبب الرعب للأطفال، هناك قصة بدلت حياتها 180 درجة.
فاطمة كحلي، كان بيتها معلَمًا، وتُدرس الأطفال، وكل نساء وأطفال الحي يحبونها ويُحبون روحها المرحة.
في عام 2015 استُشهِد أخوها #جميل_كحلي، فتغيرت حياتها كليًا.
تعرضت للصدمة، وتم إهمالها من أهلها، وعاشت سنوات في الشارع.
يا الله، كيف تكون الحياة أحيانًا قاسية ومؤلمة!
أعتقد أن أفضل مكان لها في مصحة للأمراض النفسية، والاهتمام بها وعلاجها بشكل مضبوط.”
“إنتاج وحدة التقارير والتحقيقات في موقع رواها 360”