الوالدة رضية شمسان في قصتها تمثل كل الأمهات اليمنيات

معتصم الجلال:

الوالدة رضية شمسان في قصتها، تمثل كل الأمهات اليمنيات اللاتي يحملن في أعماقهن الشغف بالحياة، التطلع المهيب، وعناد الحلم الذي لا يشيخ ، واحده من الأمهات التي كبرت وفي قلبها أمنية مؤجلة، أمنية حالت دونها تقاليد الحياة، ومشاغلها على ألا تستقيم في وجهها، لتغلبتها الان، بعد خمسة عقود من الزمن، مستعيدة حقاً قديما كان لها منذ بدء الخليقه.

أُحيي هذه الوالدة، أحيي جسارتها في مواجة الموج. تغلبني الدهشة بحق، ولا وصف يليق أكثر من كونها فكرة جبارة، وانعكاس لتحولات ونضج لأحلام كبرت في صمت. سعيها في استكمال شهادة الثانوية العامة يكشف عمق الشغف الذي يتوسّد قلوب أمهاتنا بالتعليم، وبحياة -للأسف- فقدنها على غمار عقود طويلة من التهميش والحرمان والعناء.

 

أمهاتنا، نسائنا الوحيدات في العالم والكوكب لا سيما الريفيات القرويات فهن كائنات يتجاوزن التعريف المألوفة، إنهن معادلة الوجود في أقسى أشكاله، تجدهن على هامش كل شيء، مكابرات على كل شيء، لم يذكر أن مُنحن يومًا فرصة خالصة لتفصح عن قدراتهن، فـ كل فرصة تتسرب إليهن مثقلة بالنزف، مترهله دونما طرف خيط يهديها الطريق المستقيم، فضلاً عن كونه يترتب عليهن بثّ الحياة في كل ما يتداعى ، وإلا ليست ربة بيت ولا امرأة ناجحه، لهذا دائما ما تجد اسمائهن مقرونا بالكفاح والدموع، إلى درجه يخال لك أن وجودهن شهادة على عبث العدالة البشرية.

يالله أمهاتنا،

أمهاتنا يا الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى