الولايات المتحدة وبريطانيا تدعوان لدعم جهود التهدئة شرقي اليمن

دعت الولايات المتحدة وبريطانيا، الثلاثاء، إلى دعم جهود التهدئة في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيانين منفصلين لسفارتي البلدين لدى اليمن تعقيبا على التوترات الجارية إثر حملة تصعيد يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي ضد الحكومة الشرعية.

وقال القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة باليمن جوناثان بيتشيا، عبر بيان مقتضب على منصة شركة إكس الأمريكية: “سعدتُ بلقاء الرئيس رشاد العليمي (رئيس مجلس القيادة الرئاسي) ومناقشة القلق المشترك إزاء التطورات الأخيرة في اليمن، لا سيما في حضرموت والمهرة”.

وأضاف: “نرحب بكافة الجهود الرامية إلى خفض التصعيد.. تواصل الولايات المتحدة دعم الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي لتعزيز أمن واستقرار اليمن”.

وفي السياق، قالت السفيرة البريطانية في اليمن عبدة شريف، في بيان على منصة شركة إكس الأمريكية، إنها عقدت اجتماعا “جيدا جدا” مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمناقشة الشواغل المشتركة بشأن التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة.

وأضافت: “نرحّب بجميع الجهود الرامية إلى خفض التصعيد، وتبقى المملكة المتحدة ملتزمة بدعم الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي، وبأمن اليمن واستقراره”.

من جانبها، قالت السفارة الروسية لدى اليمن إنها “تتابع عن كثب آخر المستجدات بشأن الاشتباكات في شرق اليمن”، داعية مواطنيها في البلد العربي إلى توخي اليقظة والحذر.

وأشارت في بيان نشرته عبر منصة شركة إكس الأمريكية إلى أن “الصراع الأهلي اليمني لم ينتهِ بعد، ولم يدخل بعد في طور الحل الفعلي”.

وأضافت أن: “البلاد تشهد أزمة مالية وطاقية وإنسانية حادة، ما يؤدي إلى صراعات على الأسلحة والمعدات الثقيلة بين مختلف القوى العسكرية والسياسية والقبائل والوحدات العسكرية”.

وحثت السفارة الروسية بشدة” جميع المواطنين الروس المتواجدين أو المقيمين في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية، بما في ذلك أرخبيل سقطرى، على توخي اليقظة والحذر”.

وأشارت إلى أن “التوصية بالامتناع عن زيارة اليمن نظرًا للوضع السياسي الداخلي المعقد لا تزال سارية”.

ورغم اتفاق للتهدئة بوساطة سعودية في محافظة حضرموت شرقي اليمن، يقود المجلس الانتقالي الجنوبي حملة تصعيد ضد الحكومة الشرعية، وذلك في سياق صراع نفوذ على المحافظة.

وبدأ التوتر الميداني حين أعلن المجلس الانتقالي إطلاق عملية عسكرية باسم “المستقبل الواعد”، الأربعاء الماضي، سيطر خلالها على مساحات واسعة من حضرموت بينها حقول النفط ومدينة سيئون الحيوية التي تحوي مطارا دوليا.

وجاءت تلك السيطرة بعد مواجهات محدودة خاضتها قوات “الانتقالي” ضد قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وضد قوات “حلف قبائل حضرموت”، وهو كيان خاص بأبناء المحافظة.

وعقب الأحداث وبوساطة محلية ورعاية سعودية، أعلنت السلطة المحلية بحضرموت “الوقف الفوري للتصعيد العسكري والأمني والإعلامي والتحريضي، واستمرار هدنة بين الطرفين إلى أن تنتهي لجنة الوساطة من أعمالها والوصول إلى اتفاق كامل بين الطرفين”.

لكن الهدنة لم تستمر، إذ واصل المجلس الانتقالي توسعه الميداني وسيطر على مساحات واسعة من محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عمان بعد أن أدخل الأيام الماضية قوات كبيرة إلى المحافظة التي توصف بأنها البوابة الشرقية لليمن.

وحتى الثلاثاء، لا تزال الأوضاع متوترة وسط مطالبة الحكومة بانسحاب قوات “الانتقالي” الذي يواصل لليوم الثالث الاعتصام المفتوح في عدة محافظات جنوبي اليمن، لمطالبة المجتمع الدولي بما أسماه “تحقيق استقلال الجنوب”، ومطالبات بتغيير محافظ المحافظة.

جدير بالذكر أن “حلف قبائل حضرموت” تأسس عام 2013، وينادي بالحكم الذاتي للمحافظة، ولا يتبع. للمجلس الانتقالي الجنوبي ولا للحكومة.

بينما تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، وينادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله وإعادة الأوضاع إلى ما قبل تحقيق الوحدة اليمنية.

ودخل جنوب اليمن وشماله في وحدة طوعية في 22 مايو/أيار 1990، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم حينها وشكاوى قوى جنوبية من “تهميش وإقصاء” أدت إلى عودة الدعوات للانفصال لا سيما مع اندلاع الحرب الحالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى