برقية عاجلة إلى روبوت “مسكين” سيزور بلادنا

عزيزي الروبوت المغامر، أعلم أنك متحمس لخوض تجربة جديدة في أرض السعيدة، بلد الأصالة والتاريخ، لكن قبل أن تحزم أسلاكك وتلم براغيك، وتودع أحبابك،اسمح لي ببعض النصائح التي قد تنقذك من مصير يشمل التفكيك أو الاحتجاز أو التحول إلى فزاعة في حقول القات..
في بلادنا لا تطلق الرصاص فقط على الأعداء، بل في الأعراس، عند الفرح، عند الحزن، عند الفراغ، بل أحيانًا بلا سبب، لذا لا تفترض أن نظامك المضاد للكوارث سينقذك من رصاصة بندق ما.
حذار إن كنت تظن أن ذكاءك المدعم بالتكنيلوجيا سيمنحك ميزة فهم الواقع السياسي،لا يا صديقي الآلي ستكون واهما، انتماءك الالكتروني قد يترجم هنا أنه انتماء لحزب خارجي أو أجندة مشبوهة، وفي أحسن الأحوال، قد ينتهي بك الأمر في زنزانة لا تصلها الكهرباء ولا الانترنت، وفي أبسط الاحتمالات ستعود إلى أصلك الريبوتي إلى ما قبل العصر الحجري، حيث كنت فكرة في ظهر ماسك.
أيها الريبوت المودف، جهز نفسك لنظام اقتصادي يعتمد على شيء يدعى الحوالات من الغربة، حسن علاقتك بذويك، فالعملة هنا تتغير كل صباح، والأسعار ترتفع كل مساء، احمل معك لوحًا شمسيًا، وناموسية للاحتياط.
أيها الشقي، نظامك يعمل بالكهرباء، مؤسف يا عزيزي فهنا الكهرباء ضيف موسمي، ضربة حظ، وعندما تأتي، تحتفل بها المنازل كما يحتفل بالعيد، هذه قصة ستبدو غريبة لك، قبل شهر مات يمني بماس كهربائي بعد أن ترك قبلة على سلك في الجدار معبرا عن فرحه.
نصيحة خالصة من شقيقك الإنسان
إياك أن تحاول الفهم، لا تسأل عمن يحكم، لماذا الطرق مغلقة، لماذا هناك نقطة تفتيش وسط الصحراء يقف فيها إنسان يسألك عن اسم أمك، أو عن موعد نومك،أو عن أحلامك، أو يأمرك بفتح سحاب بنطالك، هذه الأشياء ليست للمنطق يا رفيق
صديقي المغضوب عليه، إن قررت القدوم بعد كل هذا، فحاول أن تبدو يمنيًا قدر الإمكان، اخلع يدك اليمنى وقدمها كتضحية في بوابة الميناء، هذا سيكسبك تعاطف الناس، انفخ خدك، اطلق شعارا ما، ولا تنس أن تشتري قبرًا بعد دقيقة من الوصول.