بركانٌ من حكمة… قراءة في كلمة دولة رئيس البرلمان الشيخ سلطان البركاني

بركانٌ من حكمة… قراءة في كلمة دولة رئيس البرلمان الشيخ سلطان البركاني
حين يتكلم البركان… تتبدّل خرائط السياسة وتنهض ذاكرة الدولة
لم تكن كلمة دولة رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني مجرّد خطابٍ في مناسبة وطنية عابرة؛ بل كانت بياناً سياسياً بمقام وثيقة، وخطاً فاصلاً بين زمنين:
زمنٍ يُدار بالظنون، وزمنٍ يُبنى بالوضوح.
لقد وقف الرجل لا كمتحدثٍ رسمي، بل كـ ضميرٍ يتقد، يلتقط نبض اليمن في لحظته الأكثر هشاشة، ويعيد تشكيل اللغة على مقاس الدولة لا مقاس الأهواء.
كان البركاني، في تلك اللحظة، أشبه بـ شاهدٍ يحمل تاريخاً، وحكيمٍ يبصر ما وراء الغبار، وقائدٍ يقرأ ما لا يراه الآخرون.
الكل شاهد الكلمة…
لكنّي رأيتها بعين الشعور قبل عين النظر؛ رأيت ألم رجلٍ يعرف كم انحدر سقف الرؤية في بلدٍ كان يتسع لسماء، ثم ضاقت عليه ظنون المؤامرة حتى صارت بعض العقول ترى في اجتماع المخا احتفالاً مشبوهاً، بينما هو وفاءٌ لثورةٍ ودعوةٍ وطنية أطلقها الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيقه الوفي عارف الزوكا.
كان البركاني يردّ على تلك الظنون دون أن يذكرها، ويفنّدها دون أن يواجهها؛ يفعلها بصفاء الحكماء لا بحدّة الخصومة.
وفي جملةٍ واحدة، أعاد ترتيب الجغرافيا على حقيقتها فقال:
المخا جزء من تعز… قلبٌ من قلبها، وتاريخٌ من تاريخها.
لا يحتاج الأمر إلى نقاش، بل إلى إدراك.
ثم فتح نافذة على المستقبل حين تحدث عن الساحل الغربي الذي ينهض كل يوم تحت قيادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية اللواء الركن طارق محمد عبدالله صالح؛
قيادةٌ مشروعُها ليس ضبابياً ولا شخصياً، بل بوصلةٌ تتجه نحو التعليم والصحة والتنمية، وبناء القوة وامتلاك العتاد، وصياغة جيشٍ يعرف كيف تُستعاد صنعاء وتُهزم الكهنوتية.
لقد قالها البركاني بلا ضجيج:
مشروع طارق صالح أكبر من ضيق رؤيتكم، وأوسع من حدود نظر من يحبس الوطن في زاوية الخلاف…
إنه مشروع دولةٍ تُصنع، لا سلطةٍ تُدار.
هكذا بدا الشيخ سلطان البركاني في كلمته:
رجلٌ يشبه أصل اليمن لا سطحها،
يخاطب السياسة بلغانيتها، ويخاطب الوطن بحدسه العميق،
ويذكّر اليمنيين أنّ الحكمة — مهما غابت — لا تموت، بل تعود مع رجالٍ تربّوا في مدرسة الزعيم علي عبدالله صالح، وشربوا من ينابيعها معنى القيادة وصلابة القرار وصدق المسار.
ذلك هو سلطان البركاني:
وصوتاً يوقظ في اليمنيين ما ظنوا أنّه خفت…
حكيمٌ حين تتعب الحكمة، وهادٍ حين تشتبك الطرق، وبركانٌ حين تنطفئ أصوات الحق.
د.محمد الشدادي
https://www.facebook.com/share/16UJ5hqZhS/



