تحقيقات الجيش الإسرائيلي: فشل استخباراتي كارثي في “طوفان الأقصى” وحماس أخضعت فرقة غزة خلال ساعات

كشف المراسل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كادوش، أبرز الاستنتاجات من التحقيقات بخصوص هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023.
وقال دورون كادوش: أقول بشكل مسبق… سنواصل التعمق في التفاصيل الكاملة خلال الأيام والأسابيع القادمة بسبب القيود. في الوقت الحالي، إليكم بعض النقاط والعناوين الرئيسية:
أبرز استنتاجات الجيش الإسرائيلي من التحقيقات:
- لم يأخذ الجيش الإسرائيلي في الاعتبار سيناريو هجوم واسع ومفاجئ، إذ اعتُبر غير واقعي، ولم يتم حتى التفكير في سيناريو قريب منه. هذه نقطة رئيسية لم يكن الجيش مستعدًا لها.
- تمت السيطرة على فرقة غزة لعدة ساعات. بين الساعة 6:30 صباحًا و12:30 ظهرًا، لم يكن للجيش الإسرائيلي سيطرة على منطقة غلاف غزة، وخلال هذه الساعات وقعت معظم عمليات القتل والخطف. احتاج الجيش إلى حوالي 10 ساعات ليبدأ في استعادة السيطرة العملياتية على المنطقة، حتى تم القضاء على معظم المسلحين أو عادوا إلى القطاع.
- فوجئ الجيش الإسرائيلي ليس فقط بالهجوم نفسه، ولكن أيضًا بعدد المسلحين الكبير الذين اجتاحوا غلاف غزة، وسرعة تحركاتهم، وحجم وحشيتهم التي خُطط لها بعناية من قبل حماس.
- اعتمد الجيش على مفاهيم خاطئة انهارت، مثل أن قطاع غزة يُعتبر “العدو الثانوي”، وبالتالي لا يتطلب اهتمامًا كبيرًا، وأن حماس مُردعة وتفضل الهدوء والمزايا المدنية، وأنه يمكن إدارة الصراع معها وحتى التوصل إلى تفاهمات، إضافة إلى إمكانية التمييز بينها وبين السلطة الفلسطينية.
- سمح الجيش بوجود تهديد خطير وخطأ على الحدود، بالاعتماد المفرط على الحاجز الأمني، بينما كانت عناصر الدفاع على الحدود تعاني من أوجه قصور، بما في ذلك عدد قليل من الجنود.
- كان الجيش الإسرائيلي يعيش في وهم التفوق الاستخباراتي والسيطرة على الواقع، إذ كان لديه ثقة كاملة في أنه ستكون هناك إنذارات استخباراتية مبكرة قبل أي هجوم.
أبرز 10 دروس من رئيس الأركان المنتهية ولايته، هرتسي هليفي:
- تغيير في العقيدة الأمنية – لا يجب السماح لأي عدو ببناء قوته على حدودنا، في وقت يعيش فيه المدنيون بالقرب منه، والاعتماد فقط على الردع والإنذار. لا يمكن السماح لحماس وحزب الله بالعودة إلى ما كانا عليه.
- لا يمكن “إدارة صراع” مع عدو يريد تدميرك. لا يمكن شراء الهدوء بثمن قد يؤدي إلى تضخم المشكلة مستقبلًا.
- يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي أكثر استعدادًا لهجوم واسع ومفاجئ. هناك حاجة إلى غرفة إنذار رئيسية تراقب الوضع باستمرار، وغرفة تقييم استراتيجي تبني صورة الموقف عند انهيار كل شيء.
- يجب أن يتوسع الجيش الإسرائيلي، مع تعزيز القوات المنتشرة على الحدود، وزيادة قدرات جمع المعلومات، وإطلاق النيران الأرضية، وتوفير المزيد من الوسائل الجوية القابلة للنشر الفوري.
- يجب تعزيز الأسس الاستخباراتية، ولكن دون الاعتماد المفرط عليها. فالاستخبارات ستظل ضرورية في المستقبل، لكن لا يجب الاتكال عليها كليًا.
- هناك حاجة إلى مزيد من الاحتراف في الدفاع عن التجمعات السكنية المدنية، من خلال تحسين معدات وحدات الطوارئ في المستوطنات وزيادة التدريبات.
- يجب تعزيز مهارات القتال الفردي لكل جندي في الجيش الإسرائيلي، ليس فقط في الوحدات الخاصة ولكن أيضًا في الكتائب العادية.
- يجب بناء المزيد من المواقع العسكرية على الحدود.
- هناك حاجة إلى قسم رقابة استراتيجي في هيئة الأركان.
- يجب تعزيز القيم القتالية في الجيش.
وقال الجيش الإسرائيلي في تحقيقاته:
الأجهزة الأمنية بكافة مستوياتها فشلت ليلة السابع من أكتوبر. التحقيق في المجال الاستخباراتي يخلص إلى هوة شاسعة ومتواصلة بين تقديراتنا وبين الأوضاع على حقيقتها. اكتشفنا خلال الحرب أن عقيدة أعدائنا حول الحرب متعددة الجبهات أكثر تطورًا مما عرفناه عنها. كانت لدينا ثقة مفرطة بقدرات الجدار الأمني عند حدود غزة.
تقديراتنا:
- 5000 فلسطيني شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر على 3 موجات.
- خلال ليل السابع من أكتوبر، تلقينا إشارات متضاربة تشير إلى أمور استثنائية في غزة، لكن أخرى كانت تشير إلى وضع عادي.
- دولة إسرائيل، عبر المستويين السياسي والعسكري، استندت إلى عقائد انهارت صباح السابع من أكتوبر، منها أن غزة عدو هامشي، وحركة حماس قابلة للردع، والتهديد من غزة محدود.
- كل الإنجازات التي حققناها في الحرب لا تخفي فشل السابع من أكتوبر.
- حماس أخضعت فرقة غزة صباح السابع من أكتوبر خلال ساعات.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن هذه التحقيقات:
تشير تحقيقات الجيش الإسرائيلي في أحداث السابع من أكتوبر إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر قبل ثلاثة أشهر الجيش الإسرائيلي بالتركيز على ساحات إيران وحزب الله والضفة الغربية، وتهدئة قطاع غزة.
يتبين من التحقيق أيضًا أن رئيس الأركان، هرتسي هليفي، لم يكن على علم بسيناريو “حائط أريحا”، ولم يسمع عنه إلا بعد أسبوعين من اندلاع الحرب.
يكشف تحقيق سلاح الجو الإسرائيلي أن قائد القوة، اللواء تومر بار، لم يكن على علم بالتقييم الليلي للوضع، ولم يفهم حجم الحدث إلا بعد ثلاث ساعات من غزو حماس.
لم تكن القوات الجوية لديها خطة طوارئ لسيناريو غزو بري مخطط له من قبل آلاف من عناصر حماس، ومعظم العمليات الجوية خلال الساعات الحرجة كانت بين الإطلاق السريع والارتجال من قبل الطيارين والمشغلين، إلى جانب الصعوبة في بناء صورة موقفية بمساعدة القوات البرية.
من بين المفاجآت التي واجهتها القوات الجوية الإسرائيلية كانت قدرة حماس على نقل عناصرها جوًا باستخدام المركبات الشراعية الطائرة.
كشف التحقيق الذي أجرته شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي أن:
- “أحدًا لم يرَ أو يتعرف على أي علامة على التخطيط لهذا الحدث من شأنها أن تثير تنبيهًا استخباراتيًا، حتى على أدنى مستوى”.
- “كانت المفاجأة كاملة وظرفية وجوهرية”.
- كانت هناك إشارات وفرص تم تفويتها، لكن الاستخبارات العسكرية لم تنتبه إليها.
- رغم ذلك، لم يكن هناك إهمال أو تهاون من أي طرف أدى إلى هذا الإخفاق.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمر الجيش “بتسليم جميع التحقيقات المتعلقة بأحداث السابع من أكتوبر على الفور إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والاستعداد لتقديم أي تحقيق يراه مناسبًا له بالتفصيل”.