ترامب يهدد بمقاضاة “نيويورك تايمز” و”سي إن إن” بسبب تقارير حول إيران

رواها 360:

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، برفع دعوى قضائية ضد صحيفتي نيويورك تايمز وسي إن إن لنشرهما تقارير عن تقييم استخباراتي أولي أفاد بأن الضربات الأميركية الأخيرة ضد إيران لم تؤخر برنامجها النووي سوى لبضعة أشهر فقط، وهو ما يتعارض مع تأكيدات ترامب السابقة بأن الهجوم “دمّر بالكامل” البرنامج الإيراني.

وفي رسالة إلى صحيفة نيويورك تايمز، قال محامي الرئيس الشخصي إن التقرير أضر بسمعة ترامب، مطالبًا الصحيفة بـ”سحب المقال وتقديم اعتذار” واصفًا المادة المنشورة بأنها “كاذبة” و”تشهيرية” و”غير وطنية”.

وفي ردها يوم الخميس، رفضت نيويورك تايمز هذه المطالب، مشيرة إلى أن مسؤولين في إدارة ترامب أكدوا لاحقًا وجود التقرير الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية ومحتواه.

وقال محامي الصحيفة، ديفيد مكرو، في رسالة: “لا يوجد ما يستدعي السحب”. وأضاف: “لن يكون هناك اعتذار. نحن نقلنا الحقيقة بأفضل ما لدينا من قدرة، وسنواصل ذلك”.

من جهتها، أكدت متحدثة باسم شبكة سي إن إن، التي كانت أول من نشر عناصر من التقرير الاستخباراتي الأولي، أن الشبكة تلقت تهديدًا قانونيًا مماثلًا من فريق ترامب، وقدمت ردًّا عليه.

وفي الأيام الأخيرة، صعّد ترامب وحلفاؤه من انتقاداتهم للصحيفتين بسبب تقاريرهما عن التقييم الاستخباراتي، الذي ناقض رواية ترامب بأن الضربة “قضت تمامًا” على البرنامج النووي الإيراني. وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي مطالبًا بطرد الصحفيين من المؤسستين، كما زعم – دون تقديم أدلة – أن المقالات كانت تهدف إلى “التقليل من شأن” القوات العسكرية المشاركة في الهجوم.

وفي مؤتمر صحفي متلفز، أعاد وزير الدفاع، بيت هيغسيث، يوم الخميس، ترديد تلك الانتقادات، مهاجمًا الصحفيين الذين غطوا التقرير، دون أن ينكر وجوده أو يقدم تقييمًا جديدًا بشأن حجم الضرر الذي لحق بالمواقع النووية المستهدفة.

ويُعد هذا التهديد القانوني أحدث تصعيد في حملة ترامب المستمرة ضد وسائل الإعلام المستقلة التي تغطي أنشطة إدارته بشكل ناقد.

في رسالته، وصف محامي ترامب، أليخاندرو بريتو، الضربة العسكرية ضد إيران بأنها “نجاح عسكري تاريخي ومدوٍّ”، وقال إنها “قضت بشكل قاطع على القدرات النووية الإيرانية وجلبت السلام إلى المنطقة”، مكررًا توصيفات ترامب الشخصية للعملية. واعتبر بريتو أن مقال نيويورك تايمز “قوّض مصداقية الرئيس وسمعته في أعين العامة والمجتمع المهني”.

وفي مقاله، أشار تقرير نيويورك تايمز إلى الطبيعة الأولية للتقييم الاستخباراتي، موضحًا أن تقارير إضافية يُتوقع صدورها لاحقًا مع ورود مزيد من المعلومات من داخل إيران.

وتواصل الصحيفة تغطيتها لهذا الملف، إذ نشرت يوم الأربعاء تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) جون راتكليف، قال فيها إن الضربات “ألحقت ضررًا بالغًا” بالبرنامج النووي الإيراني. وفي تقرير يوم الخميس، أوردت نيويورك تايمز أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصف أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في أحد المواقع الإيرانية بأنها “لم تعد تعمل”، لكنه أضاف أن من “المبالغة” القول إن البرنامج تم “القضاء عليه بالكامل”.

وفي رده على محامي ترامب، كتب مكرو: “أصدرت أجهزة الاستخبارات الأميركية تقييماً أولياً يفيد بأن الهجمات أخّرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، وهذا ما قمنا بنقله”. وتابع: “رغم أن إدارة ترامب تحتج بأن التقييمات كانت أولية فقط – وهي بالمناسبة الكلمة الثانية في مقالنا – وأن تقييمات لاحقة قد تقدم نتائج مختلفة، لم يُنكر أحد في الإدارة أن التقييم الأولي قال بالضبط ما ذكره المقال: أن حجم الدمار لم يكن بمستوى تصريحات الرئيس”.

ويُعرف بريتو، محامي ترامب، بأنه رفع عدة دعاوى سابقة نيابة عن الرئيس ضد وسائل إعلام وشركات أخرى. ففي العام الماضي، رفع دعوى تشهير ضد شبكة ABC News بعدما وصف مقدمها، جورج ستيفانوبولوس، نتائج هيئة المحلفين ضد ترامب بطريقة غير دقيقة. ووافقت الشبكة لاحقًا على تسوية تضمنت دفع 15 مليون دولار لصندوق ترامب الرئاسي المستقبلي، بالإضافة إلى مليون دولار لتغطية نفقات المحامين.

كما رفع بريتو دعوى باسم ترامب ضد محاميه السابق مايكل كوهين في عام 2023، وشارك في قضية تشهير أخرى ضد سي إن إن عام 2022، والتي رفضها قاضٍ فيدرالي لاحقًا في عام 2023، ويستأنف ترامب القرار حاليًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى