تعز تحتفل، تعز تغني للحياة في وجه الحصار

صابر الجرادي:
في تمام الساعة الرابعة عصر اليوم، انطلقت في مدينة تعز فعاليات، مهرجان الأغنية اليمنية، بتنظيم مشترك من مؤسستي “أرنيادا” و”صروح”، وبالشراكة مع منتدى هيمان الثقافي، احتفاء بيوم الأغنية اليمنية في نسخته الجديدة.
استهل المهرجان بكلمة افتتاحية ألقاها أ. أدام الحسامي، رئيس مؤسسة أرنيادا، والذي أكد أن الغناء ليس ترفامقتصرا على المجتمعات المستقرة ومرتفعة الدخل، بل هو حق إنساني لكل من يتنفس الحياة، حتى في المدن المحاصرة والمختنقة كتعز. وأضاف: لنا حق في الفرح كما لنا حق في الحرية… هذه المدينة التي ضاقت بها السبل لا تزال تغني، ولا تزال تحب.
تنوع برنامج المهرجان بين الأداء الغنائي والموسيقي، وبدأ بمجموعة من الأغاني المقارنة بين اللون التعزي والصنعاني، أبرزها أغنية “يا حب يا ضوء القلوب” التي لامست وجدان الحضور بعمقها العاطفي وروحها التراثية، ثم تلتها أغنية “عليك سموني وسمسموني” بأداء يحمل بصمة محمد حمود الحارثي والمرشدي، مفعم بالإحساس والحنين.
وقف بعد ذلك الموسيقار محمد عبد الملك ليعزف مجموعة من المقطوعات الموسيقية المستوحاة من مختلف ألوان الغناء اليمني في الشمال والجنوب، مقدمًا لوحة سمعية جسدت وحدة الإحساس الموسيقي في بلدٍ متعدد النكهة واللحن.
وفي كلمة ألقاها باسم مؤسسة صروح، تحدث رئيسها أ. عبد الخالق سيف عن أهمية الفن في صناعة الأمل، قائلا: في كل مرة نغني، نؤكد أن تعز ليست فقط مدينة للحرب، بل أيضًا مدينة للأغنية… للفرح… وللحياة.
استمر المهرجان حتى الساعة السادسة والنصف مساءً، متخللًا فقرات غنائية منوعة قدمها فنانون شباب وكبار، في حضور جماهيري واسع جمع بين محبي الطرب اليمني والمهتمين بالثقافة والتراث..
رغم القيود والحصار، أثبتت تعز مرة أخرى أن الأغنية اليمنية قادرة على شقّ طريقها إلى الضوء، وأنها أكثر من مجرد فن؛ إنها فعل مقاومة وبوابة أمل.