تعز واقعة بين “مرتزقة الدولة” وسنة حمود سعيد

وسام محمد:
علاقة الاخوان المسلمون (الاصلاح حاليا) بالدولة، بدأت في نهاية سبعينيات القرن الماضي، من خلال عملهم كمرتزقة في حروب المناطق الوسطى في مواجهة الجبهة الوطنية. كان يطلق عليهم “مرتزقة مع الدولة” لأنهم يقاتلون من أجل مصالح واموال يدفعها لهم علي عبدالله صالح وداعميه في ذلك الوقت. بعدها انخرطوا في الدولة ليس كأصحاب مشروع او كرجال دولة، ولكن بذات العقلية التي تجعلهم يركزون على القيام بدور مرسوم ويجنون من ورائه بعض المكاسب. عندما اتيح لهم ان يكونوا حكاما بمسئولية كاملة فشلوا فشل ذريع. الطريقة التي اعتادوا عليها والمفضلة بالنسبة لهم لا تصلح للحكم وتحمل المسئولية الكاملة.
لهذا في تعز ركزوا هيمنتهم على الجيش والامن ومنعوا أي قوى أخرى من الاقتراب من هذين القطاعين ثم تقاسموا باقي مؤسسات الدولة مع الأخرين، لاعتقادهم ان هذا يتناسب مع المعادلة التي خبروها وخبروا نجاحها في مراحل مختلفة، لكنهم بذلك اصبحوا في موقع اكثر قوة من الاخرين وفي موقع المسئولية الكاملة، ففشلوا في الجانب العسكري والأمني والمدني.
ثمة مثل يمني يقول: “من شب على شيء شاب عليه”، وحتى عندما بدأوا يستشعروا المأزق مؤخرا، فإن أقصى ما استطاعوا الوصول اليه، هو الدعوة لميثاق شرف سياسي يضمن ان تحكم البلاد بعد تحرير صنعاء وفق مبدأ الشراكة أي ان يكونوا طرف يؤدي دور ويجني مصالح، وليس تقديم أنفسهم كاصحاب مشروع سياسي، لادراكهم انهم سيفشلون، بينما الشراكة حتى وان أوصلت الاوضاع في البلد الى الحضيض ستكون مثالية بالنسبة لهم.
الشق الأخر الذي يتحكم بالاوضاع في تعز، سنة حمود سعيد المخلافي، مع الاتفاق طبعا حول شجاعته ودوره المشهود في بداية المقاومة لكن الحقائق يجب ان تقال بالذات في مثل هذه الظروف. كان اتباع حمود سعيد قد اعتادوا الاستيلاء على أراضي وممتلكات الناس، وعندما يأتي المتضررين اليه ويشتكون مما تعرضوا له من قبل اتباعه، يحكم باعطاء اللصوص والنهابين حق “الحفاظة” وحق الحفاظة قد تصل الى نصف او ثلثي قيمة الشيء المسروق او المنهوب او المستولى عليه. كان هذا قبل الحرب وفي سنوات الحرب الاولى، ثم غادر حمود سعيد تعز وبقت سنته والجرائم التي تتناسل منها.