خطاب اليك ياصديقي

د. مين عبدالخالق العليمي: خطاب اليك ياصديقي
وطن ضاع مفتاحه، وأبناؤه أغلقوه بأيديهم، ياصديقي الغالي أن ما نعيشه هو مرآة واقع مؤلم يعيشه وطننا وانا وانت، واقع تتشابك فيه الأزمات وتتداخل فيه المصالح، حتى ضاعت الملامح بين الظالم والمظلوم، وبين الحق والباطل،
إنه زمن تتوارى فيه القيم خلف غبار المصالح، وتُخنق فيه الإنسانية بصخب الأنانية، لكن، ورغم هذا الظلام، تبقى جذوة الأمل متقدة، تنتظر من ينفخ فيها لتعود مضيئة، فالأوطان لا تموت إلا عندما يموت أهلها، فلنخاطب الوطن الذي أحببناه اناوانت، الحلم الذي كبر فينا قبل أن نكبر نحن،
ماذا فعل بك أبناؤك؟
تلك الأرض التي كانت تزهر بالأمل، باتت اليوم حقلاً للأشواك، وكلما حاولت أن تنهض، ألقوا عليك المزيد من الحجارة، لا لترتفع، بل لتغرق أكثر في وحل الظلام،
ما الذي أصابنا؟ حكومة بلا مبالاة، مسؤولوها يتصارعون على الفُتات وحصانتهم احزاب وقبائل وجماعات محصنين من المسأله والعقوبه، وشعب لا يكترث إلا لمن يدفع أكثر، وأحزاب تبيع الأوطان في سوق السياسة بلا حرج، ولها من يبارك ويصفق، الإعلام الذي كان يُفترض أن يكون منارة للحق، تحول إلى مسرح للابتذال، حيث الأقلام تباع في المزادات، وكلمات الحق تُزهق تحت وطأة المصالح، أخلاقنا؟ كانت ذات يوم حصناً حصيناً، واليوم تتهاوى أمام أعيننا، بشكل مرعب ومخيف،
الدين الذي كان يجمعنا على كلمة سواء، بات أسير جماعات ترى نفسها فوق الجميع، توزع صكوك الإيمان والكفر وكأنها الحاكم بأمر الله، كيف يجمعنا مسجد واحد، وصلاة واحدة، وشريعة واحدة، ثم نُفرق الدين إلى أهواء وشعارات؟
أما التجار ياصديقي، فهم وجه آخر للقسوة والجشع، أولئك الذين تفيض خزائنهم بينما تجوع الملايين، والذين لا يتورعون عن رفع الأسعار بلا رحمة، وكأن ضمائرهم قد أُغلقت بأقفالٍ لا تُفتح، والمسؤولون، أولئك الذين أقسموا على خدمة الشعب، باتوا يخدمون أنفسهم فقط، يفسدون في الأرض بلا رقيب ولا حسيب، وكأن الوطن غنيمة يتقاسمونها، والشعب؟ يا صديقي، الشعب بات كالغريق الذي يتعلق بأي قشة، مع من يعطيه ولو كان ظالماً، وضد من يمنعه ولو كان مصلحاً شعب بلا وعي، ونخب بلا قضية، بلا موقف، مع هذا ضد ذاك، بلا مبادئ ثابتة، وكأن الوطنية أصبحت عملة نادرة لا يتداولها أحد، يا وطناً أغلقه أبناؤه وضاع مفتاحه، إلى أين المسير؟
وكيف سنصل؟
وكيف لنا أن نبني، ونحن نهدم بأيدينا كل ما تبقى؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا جميعاً، هل سنظل صامتين أمام كل هذا الظلم والانهيار؟ أم أن هناك فينا من سيتحلى بالشجاعة ليضيء شمعة وسط هذا الظلام الدامس؟
يا صديقي، الأمل ليس خياراً بل واجب، ولو كان ضعيفاً، لأن الوطن، وإن تاه المفتاح، سيظل في أعماق قلوبنا، يصرخ ليذكّرنا أننا أبناؤه، وأن له حقًا لن يستطيع أحد غيرنا أن يؤديه،
ياصديقي الوطن أنا وأنت وهو وهي وشمعته ياصديقي هو رئيس وطني يريد ان يعمل بكل جد واخلاص ولكن رُماة الأحزاب والمؤامرات، واصحاب الطموح الذين كانت بأيديهم واضاعوها واليوم يعملون بهاله اعلاميه تحاول ان تعمل منهم مصلحين وأن الوطن لن يكون إلا بهم وأن هذا الرئيس لاشئ معهم وليس له مرجعيه بهمجيه عنصريه، وتناسوا بان القبيلة التي كانوا يتغنون بها باعتهم في سوق النخاسة والنجاسه الماديه، ياصديقي شمعتنا رئيس يؤمن بالحريه ويؤمن بالعداله ويؤمن بالقانون والوطن عنده انتماء والقبيله عنده اصل لكن تحت القانون والسياسه عنده وسيله وليس هدف وغايه لايؤمن بالاقبيه والسجون السريه وعاني منها في بداية مشواره السياسي،
لذلك ياصديقي إستفزني سؤالك، لماذا أقف مع هذا الرئيس؟ وخاطبتني لأول مره ومقبوله منك بان لا اطبل فانا وأعوذ بالله من كلمة انا ياصديقي لم أعرف التطبيل يوماً، ولكني وجدت من يؤمن بافكاري فكنت معه وسأكتب حتي يبح الصوت ويجف القلم، ياصديقي لنكن مع الوطن وليس مع أشخاص ومن كان مع الوطن ويؤمن بمبادئنا فنحن معه.
نقطه انتهي.