دكتورة بكلية الحقوق في عدن تكتب رسالة مؤثرة لرئيس الوزراء.. ماذا قالت؟

د. إسمهان مردوف مرعي_ نائب رئيس نقابة كلية الحقوق جامعة عدن:
دولة رئيس الحكومة الموقر
وزير المالية
الأخ / سالم صالح بن بريك
نهنئكم بتولي رئاسة الحكومة ونيلكم الثقة و نتمنى لكم الخير والصلاح والاصلاح في إتمام المهام الملقاة على عاتقكم من تركة ثقيلة منذ عقود لم تجد حلولا لعدم صفاء نية بعض ممن قاد مسيرة العمل التنفيذي بالبلاد مما زاد تراكم الأوضاع حتى وصولها لما وصلت إليه.
دولة رئيس الدولة لا يخفى عليكم ما وصلت إليه الأوضاع في قطاع التعليم العالي والعام والاضراب الذي أقفلت معاه مدارس وجامعات حكومية في عدن ولحج وأبين و شبوة وحضرموت بعضهم استمر وبعضهم اوجد حلولا عبر المجالس المحلية بالمحافظات من الناحية المالية ولكنها كانت ليست كافية بالحد المطلوب لكنها حلت بعض المشاكل.
وكما تعلمون يدخل اضراب معلمي التعليم العام والأساسي والجامعي عامه الثاني دون حلول أو استجابة لمطالب النقابات بالرغم من التدرج في الإضراب الذي وصل حد الإضراب الكلي حاليا.
دولة رئيس الحكومة كلنا أمل في متابعة موضوع الإضراب وإيجاد الحلول ولو المؤقتة التي تضمن من الناحية المادية كرامة المدرس كذلك استمرار العملية التعليمية في المدارس والجامعات وعدم انقطاع الطلاب عن تحصيلهم العلمي ليس بسبب المدرس الذي فقد القدرة على الصمود بجوعه وجسده المهترئ من تقلبات الوضع التي سببتها الحرب وما خلفته من فقدان العملة لقيمتها وفقد الرواتب لقيمتها الحقيقية وانعكاس ارتفاع الأسعار للمواد الأساسية والغذائية والوقود والمواصلات وفقدان القدرة الشرائية للمواطنين ومنهم المدرس بل لا يستطيع متابعة تطبيب نفسه أو أبنائه كذلك. كما يعلم الجميع أن خلايا الجسم بالإمكان استبدالها إلا خلايا المخ فهي لا تتجدد أو يمكن زرعها. والمعلم والمدرس جهده المهني في التعلم والبحث والانكباب على البحوث والمناهج وقولبتها بصياغة منهجية لتصبح علم نظري وتطبيقي للطلاب والباحثين.
دولة رئيس الحكومة تطلب النقابات من فخامتكم الاستماع لمطالبها ومقابلتكم شخصيا وانتم الأجدر بهذا الدور لما تملكونه من مسؤولية تجاه مواطنيكم أولا ثم الدراية التامة بالأوعية المالية للدولة ثانيا وممن يمتلك القدرة على وضع حلول جذرية أو موقتة ترضي المعلم والمدرس بل وينعكس أثره على مكانة التعليم لاحقا وأهميته التي تحتفي بها بقية الدول. إذ لولا المعلم ما كنا هنا.
ولا يخفى عليكم كذلك أهمية قطاعات التعليم والصحة والقضاء والأمن في توفير الفرص المناسبة لها للبقاء والصمود في أداء مهامها في ظل هذا الوضع المعقد لما تمتلكه من أهمية سواء في السلم أو الحرب والظروف الطارئة.
كلنا أمل في الاستجابة والإنصات للجان التصعيدية للنقابات المعنية ووضع حلولا مرضية بما يعيد عجلة التعليم العام والأساسي والجامعي من جديد.بعيدا عن المنغصات التي تترك أثرها على الطلاب وهم لا ذنب لهم فيها وإن كانت الحلول الحكومية التي يمكن اتخاذها بهذا الشأن كفيلة بمعالجتها.
لا نستعجل خططكم التي وضعمتوها والكفيلة بحل الأزمات التي يعاني منها البلد خلال ١٠٠ يوم لكننا أمل في معالجة سريعة لوضع المعلم والأستاذ الجامعي ومشاكلهم خصوصا مع استمرار الإضراب لعامه الثاني.. وكلنا ثقة بتفانيكم بهذا الشأن وعدم الإخلال بجزئية ما قد تنقذ الموقف ولو بالجزء اليسير .
دمتم بعافية وخير وتحقيق تطلعات الوطن.