رجب طيب أردوغان: زعيم التحولات الكبرى في تركيا

فتحي أبو النصر :

في تاريخ الأمم، يبرز قادة استطاعوا انتشال بلدانهم من التخلف والتبعية إلى الريادة والاستقلال. ومن بين هؤلاء القادة، يأتي اسم رجب طيب أردوغان، الذي قاد تركيا في رحلة صعود مذهلة من بلد يعاني الأزمات الاقتصادية والسياسية إلى دولة قوية لها مكانتها العالمية، وصاحبة القرار المستقل في السياسة الإقليمية والدولية.

نعم، عندما تولى أردوغان رئاسة الوزراء عام 2003، كانت تركيا تعاني من أزمات اقتصادية خانقة. لكن بفضل سياساته الإصلاحية، شهدت البلاد طفرة اقتصادية غير مسبوقة، حيث حقق الناتج المحلي الإجمالي قفزات كبيرة، وارتفعت قيمة الليرة التركية، وتحولت إسطنبول إلى مركز مالي عالمي. كما قاد نهضة في البنية التحتية، فتم إنشاء آلاف الكيلومترات من الطرق السريعة، والجسور العملاقة، والمطارات الحديثة، والمشاريع العمرانية الضخمة، مثل مطار إسطنبول الجديد الذي يعد من بين الأكبر في العالم.

ولقد تميز عهد أردوغان بسياسة خارجية مستقلة وجريئة، جعلت تركيا قوة لا يمكن تجاهلها على الساحة الدولية. رفض أن تكون بلاده تابعة للغرب كما كانت في السابق، وأصر على انتهاج سياسة توازن بين الشرق والغرب، مما منح تركيا قوة تفاوضية كبيرة. دعم القضايا الإسلامية، ووقف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني، كما عزز العلاقات مع الدول الإفريقية والآسيوية، في استراتيجية جعلت تركيا تتحرر من التبعية الأوروبية والأمريكية.

والحق أقول لكم في ظل أردوغان، شهدت الصناعات العسكرية التركية قفزة هائلة، حيث أصبحت تركيا منتجا عالميا للطائرات المسيرة، والمدرعات، والصواريخ الذكية. كما نفذت تركيا عمليات عسكرية ناجحة في سوريا والعراق، مما عزز أمنها القومي، وأثبت أنها قوة لا يمكن المساس بها في الشرق الأوسط.

بمعنى أدق لم تقتصر إنجازات أردوغان على الاقتصاد والسياسة، بل شملت التعليم والصحة. فقد تم بناء الجامعات والمستشفيات الحديثة، واعتماد إصلاحات رفعت جودة التعليم والصحة في البلاد، مما جعل تركيا وجهة عالمية للطب والتعليم الجامعي.

من هنا فإنه رغم الحملات الإعلامية المعادية، ورغم محاولات الانقلابات السياسية والاقتصادية، لا يزال أردوغان الزعيم الأكثر شعبية في تركيا. فقد فاز في جميع الانتخابات التي خاضها، حيث يعتمد على قاعدة جماهيرية واسعة تؤمن بقيادته وتثق في أرادته .

لنخلص إلى أن إن الحديث عن أردوغان ليس مجرد حديث عن زعيم سياسي، بل عن رجل دولة غير وجه تركيا، ووضعها في مصاف الدول الكبرى. وبينما يهاجمه الخصوم، يظل أردوغان في نظر الملايين عنوانا للنهضة، والاستقلال، والعزة الوطنية، بل قائدا أثبت أن تركيا ليست مجرد تابع، بل دولة تصنع مستقبلها بيدها.!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى