رشاد العليمي .. رُبان الدولة في زمن العواصف

بقلم / البرق اليماني :
في زمنٍ تعالت فيه الضوضاء وانحرفت فيه البوصلة، حيث يعلو الصراخ على صوت الحكمة، ويتقدّم التهريج على حنكة القيادة، يخرج من بين ركام اليمن رجلٌ لا يلوّح بالشعارات، بل يزرع الحقائق، لا يطارد الكاميرات، بل يطارد الأمل، لا يتكئ على الضجيج، بل يتوسّد العمل.
إنه الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رجل الدولة الذي لم يُصنع في مكاتب الإعلام، بل صقلته التجارب، وشهد له الخارج قبل الداخل، بأنه قائدٌ يدير ملفات بلاده في أحلك الظروف، بعقل الدولة، لا بغريزة الردح السياسي.
رجل الدولة.. كما رآه العالم
في شهادة دولية نادرة، وصفت وزارة الخارجية الأميركية الرئيس العليمي بـ”رجل الدولة” القادر على قيادة بلاده نحو التعافي، والممسك بخيوط الملفات المعقدة بكل اتزان. شهادة لم تأتِ عبر بروتوكول دبلوماسي بارد، بل جاءت في سياق دعم ملموس للإصلاحات الاقتصادية التي ترعاها القيادة اليمنية برئاسته، ولجهوده في كبح تغول الحوثيين اقتصاديًا.
وفي وقتٍ تحوّلت فيه اليمن في نظر البعض إلى أزمة دائمة، استطاع العليمي أن يعيد تعريفها كـ”دولةٍ تقاوم السقوط”، ومشروع قابل للتعافي.
الإصلاح الاقتصادي: معركة بلا دخان… ونتائج واضحة
بتوجيهات مباشرة من الرئيس، أطلق البنك المركزي اليمني خطوات جريئة لإصلاح المنظومة المالية المختطفة. فُرض الانضباط على الإيرادات، وبدأ تفكيك الشبكات التي كانت تموّل الميليشيا، وأعيد للقطاع المصرفي شيء من سيادته على الدورة الاقتصادية ، هذه ليست إنجازات ورقية، بل نتائج ملموسة على الأرض: تماسك نسبي للعملة، وتضييق على قنوات تمويل الفوضى.
تعافٍ بالعقل لا بالشعارات
الرئيس العليمي لا يبيع الأحلام في بازار السياسة، بل يبني واقعًا مختلفًا على مهل.
وكما تُعرف الحِرَف من أدواتها، يُعرف القادة من بوصلتهم.
هو يدرك أن اليمن لا تحتاج إلى من يذرف الخطابات، بل إلى من يُمسك بالجرح، ويضمده دون صخب.
تحالفات تحترم اليمن.. لا تستجدي العالم
من أبرز سمات القيادة العليمية، أنها رفضت الارتهان. في علاقاته الدولية، لم يكن تابعًا ولا تابعًا عنه، بل ندًّا شريفًا، يقف على أرضية صلبة، يتحدث بلغة المصالح لا بلاغة التوسّل.
وقد وجدت واشنطن، ومعها عواصم الإقليم، في الرئيس رشاد شريكًا حقيقيًا، يعتمد عليه، ويجب التعامل معه على أساس الدولة، لا كيان اللادولة.
الطريق صعب… لكنه طريق المستقبل
لا أحد ينكر حجم التحديات: من هشاشة التوافق السياسي، إلى توحش الفقر، وعبث الميليشيا، وضعف مؤسسات الدولة.
لكن الفرق بين القائد والسياسي العابر، أن الأول لا يختبئ خلف الأعذار، بل يواجهها بالفعل.
الرئيس العليمي يدرك أن معركته الحقيقية ليست ضد خصم سياسي، بل ضد منظومة الخراب التي أنهكت اليمن، واستنزفت شعبها.
الواقع يتحدث لا اللسان
في زمنٍ أصبح فيه الصوت العالي عملة رائجة، يثبت الرئيس العليمي أن الهدوء لا يعني الضعف، وأن الصمت ليس عجزًا، بل احترامًا للعقل.
كل من يتابع أداء الرجل، يكتشف قائدًا يحفر في الصخر، بعيدًا عن الضجيج المصطنع، ويؤسس لمشهد مختلف، لا تصنعه المؤثرات البصرية، بل تعكسه المؤشرات الواقعية.
ختامًا:
في وطنٍ أنهكته الحروب، وأثقلته الأزمات، تبقى قيمة القيادة العاقلة أعلى من أي وقت مضى.
الرئيس رشاد العليمي لا يقف على الأطلال، بل يبني على الأنقاض.
لا ينافس في سوق الشعارات، بل يُصنّف بين بناة الدولة.
ولا يتوسل المجد، بل يصنعه.
تحية لكل من يعمل بصمت…
وتحية لقائدٍ حمل اليمن في قلبه، لا في لافتاته،
فكان كما قال التاريخ عن العظماء: “حاضرٌ بهدوئه، عظيمٌ بفعله.”
رشاد العليمي… اسم يُكتب بماء الذهب لا بالحبر، بل بأثر لا يخطئه الزمن.