رضية شمسان .. عن الإلهام والعزيمة والبطولات

كتب جواد النابهي:

كانت ترتجف خوفًا ، عن مصير ولديها المغيبين في السجون ، خُيّل إليها أنها ضائعة في مدينة الأشباح! شحب صوتها ، ولم تنطفئ عزيمتها ، بل كان لها حضورًا مختلفًا ، رغم الدموع التي أحالت عيناها إلى بحر وهي الغريقة فيه ، أثناء ما كانت تتابع مصير ولديها ، بينما يخبرها ولدها البعيد بأنّه معها رغم كل المسافات التي تبعده عنها ، تبكي بصمت كي لا تثير قلقه ، تبكي ؛ لا من وجع ما أصابها من الألم بل لأنها لم تبكِ كما يليق به وحبه وغيابه ، تبتسم لتشجيعهم لها بالدراسة رغم تلك القطرات الصغيرة التي أنسابت على وجنتيها من الدموع حرقةً على ولديها الذين يقبعان في السجون دون جريمة ارتكتب منهما.

لقد كانت عزيمتها نابعةً من قلبها ، عزيمة صادقةّ وأصدق من كل الكلمات ، هذه الروح المناضلة ترمم ما أفسدته سنوات الحرب دفعة واحدة ؛ لقد كان لقرارها بمحو اميتها والالتحاق بركب المتعلمين بعد أن أنهت تعليم اولادها الذين غمرهم الكثير من السعادة لقرار والدتهم الشجاع ، بل كان ذلك القرار وطنها الآمن للتغلب على الأمية التي تحيط بالكثير من أمهاتنا في الأرياف ؛ فهاهي اليوم تنال شهادة الثانوية العامة بنسبة 76.25% مكافئةً لها لتغلبها على كل المؤثرات الخارجية والعادات والتقاليد الإجتماعية ، إنه درس بليغ لكل من ظنّ أن للعلم عمرًا محددًا ، أو للطموح سقفًا معينًا.

لكِ من القلب ألف تحية … والف سطر مجدٍ جديد ، يُضاف إلى سطور النور في سجل كفاحكِ العريق ،،، كل الإحترام والتقدير لهذا الإنجاز الملهم ،،، ولأسرة ” رواها 360 “ التي نقلت الخبر لنا ، فلولا هذه المنصة لما عرفنا عن هذه الأم شيئًا الذي دائمًا تنقلنا إلى الحدث قبل الجميع ،،، مع خالص الأمنيات بدوام التألق والنجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى