سبتمبر والعطش اليمني للدولة .. كتبت/ الدكتورة لمياء الكندي

رواها360:

يتعامل اليمنيون مع سبتمبر كما لو كان ابنًا أو أبًا، كما لو كان أمًّا أو ابنةً؛ تاريخًا لا يمكن نسيانه، وعيدًا متجدّد الحضور. من قال إنّ تاريخ الثورة مجرّد ذكرى؟! إنّه عيدٌ يُحتفى به، ونظامٌ يُقتدى به، ووجهةٌ نقصدها بجدّنا واجتهادنا، بأمانينا وتضحياتنا.

من ينظر إلى هذا الاحتفاء بشهر الثورة ويومها الخالد يلمس فينا – نحن اليمنيين – عطشًا عميقًا إلى الدولة، إلى عدالة الثورة ومبادئ الجمهورية.

إنّه عطش شعب بأكمله لدولة كاد أن يفقدها، لولا أنّه تمسّك بما تيسّر له من حلم وحب وعقيدة وكفاح كي يستعيدها.

نعم، عطشى نحن للدولة. خرجنا اليوم نحتفل، تُرفع الأعلام، نغنّي للوطن وللجمهورية؛ لعلّنا نروي القليل من ظمئنا، لعلّنا نُبلّ عروق يمنيّتنا بهذا الطلّ وهذا الهطول المبارك لسبتمبر المجيد.

لدولتنا، لقادة جمهوريتنا، لأعمدة اليمن الثمانية في مجلس القيادة،
لقادة أحزابنا المناصرة، لقيادات المقاومة الشعبية، للإعلام والصحافة والنشر، لكم ولنا وللشعب كلّه، نحمل إليكم صرخته: عطشانين للدولة.

عطشُنا لن يرويه إلا وحدة الصفّ والبندقية، عطشٌ لن يسكبه إلا المضيّ في استعادة الوطن من حالة القهر والخذلان.

عطشٌ لن يُروى إلا بحضور مؤسّسات الدولة وهي تسهم في بناء يمن الوحدة، يمن السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر.
عطشنا للمساواة،

مقالات ذات صلة

عطشنا للحرية،

عطشنا للنظام والقانون،

عطشنا للدستور والشرعية الدستورية.

عطشنا لصنعاء، لإب، لتعز، للحديدة، لحجّة، لعمران، لصعدة… عطشنا لليمن الكبير، نتطلّع أن نشرب من حوض الجمهورية، وأن يتقدّم الفاتحون دولتها ليسقوا الشعب من أكفّهم التي تعمّدت بالكفاح والنضال والفداء والبطولة.

عطشى نحن لروح السلال والمغني والزبيري والنعمان، عطشى لروح المحلّاوي وجزيلان والثلايا والهندوان والعمري وصبره وكل أحرار الثورة.

عطشنا لتاريخ اليمن ومجده.

عطشنا لسبتمبر الثورة ولأناشيد أحراره.

عطشنا للبيان الأوّل للقيادة وهي تعلن:

“إنّه في فجر اليوم، تعلن قوات الجيش الوطني تحرير صنعاء – وإلى الأبد – من سيطرة مليشيات الحوثي الكهنوتية العنصرية الزيدية.”
فهل في يمنكم من يروي عطش  الشعب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى