شر البلية ما يُضحك

محمد حمود الشدادي :

الوضع لا يُخفى على أحد، وكيف صارت الأوضاع الإقتصادية والإنسانية التي يعيشها المواطن في أدنى مستوياتها، مستوى الخدمات ردئي جداً والبعض في انعدامٍ تام، عام تعليمي قرح جو بدون تعليم، صحة ومياه ومجاري وكهرباء وخدمات كله خارج الخدمة.

هل يُعقل أن تعيش العاصمة الاقتصادية والمؤقتة عدن في ظلام دامس والاكتفاء بالكاد ساعتين لاصي مقابل عشر ساعات طافي، بالرغم من وجود قيادات الحكومة العليا فيها من رئيس مجلس القيادة، إلى رئيس مجلس الوزراء، إلى رئيس مجلس النواب، و…. لكنهم لا يعيشون ما يعيشه ويتجرعه المواطن الغلبان على أمره، وما يتم عقده من اجتماعات ولقاءات من قبل القيادات مع الهيئات والمنظمات واللجان رفيعة المستوى والشخصيات و…. يُعد أمرٌ جيد وبرتوكول لازم تنفيذه لكنه أيضا بحاجة إلى ترجمة فعلية على أرض الواقع ولو بأدنى المؤشرات ، لا ان يُصبح بمثابة ذر الرماد ، والاكتفاء بتدوين المنشيتات العريضة ونشرات الأخبار، والنشر والتعميم، فالمواطن بحاجة مآسة إلى خدمات ملموسة بحاجة الى تحسين وضع، إلى تخفيف معاناتهُ، الوضع في العاصمة الحبيبة عدن والمحافظات أيضاً أصبح لا يُطاق، ضاقت الأرض ذرعاً بأبنائها، الأسعار في ارتفاع جنوني وهيجان مستمر جراء إرتفاع سعر العملة المحلية مقابل الريال السعودي والدولار، سعر الكيس الدقيق ستون الف ريال اي انه يساوي راتب الموظف الذي خدم الوطن سنوات عديدة ناهيك عن عدم حصوله على هذا الراتب الزهيد الذي لايفي أصلاً لشراء كيس دقيق بالأساس، فما يمر به المواطن والوطن بشكل عام من محن وجروحٍ غائرة وأوضاع متردية ليست هينةٌ، وليس مستحيل على وُلاة الامر وقيادات الوطن العمل على تحسين تلك الأوضاع ولو بشكل نسبي تدريجياً، ولكن ما يشهده القاصي والداني عكس ذلك (شر البلية ما يُضحك)، كلما قُلنا عساها تنجلي قالت الأيام هذا مبتداها، وكلما صفت غيمت، فألى متى يستمر هذا الوضع وماهي مآلات وعواقب الاستمرار بإدارة هذه البلاد بهذه الطريقة،

الوضع جدا حرج وليس بحاجة إلى تشخيص او استكشاف ودراسات توضح ذلك وليس بحاجة إلى معجزات وخوارق، لحل تلك الأوضاع، متى ما وجدت الإرادة القوية والقرارات الصحيحة والسليمة لتلك القيادات.

المواطن اليمني مرن ومتجاوب، جادٌ للعمل والكفاح ومستعد لدعم وتعاون الحكومة متى ما بدئت وبادرت الحكومة بالتعاون معه والأخذ بيده ولكن للأسف الشديد، ما يتم يشبه قصة ماري أنطوانيت ملكة فرنسا عندما اخبروها بأن الشعب لايجد الخبز ردت قائلةٌ “إذ لم يجدوا الخبز فليأكلوا البرْيوش” وهو نوع من الخبز الفرنسي الغني بالزبدة والبيض، يميل إلى أن يكون أغلى من الخبز العادي، حيث وأصبحت هذه العبارة رمزًا لعدم إحساس الملوك بمعاناة الشعوب…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى