صلاح الحقب: حين يهاجر الإبداع بحثاً عن وطن

همدان الحقب:

يترك الشاب الإعلامي والمثقف المبدع صلاح الحقب وطنه اليمن متجهاً إلى دولة قطر، حاملاً في حقائبه أحلاماً أثقلتها خيبات الوطن، وقلباً لم ينفك ينبض حباً لبلاد لم تحتضن إبداعه يوماً. صلاح، الكاتب الذي أضاء بأفكاره مساحات من الثقافة والفنون، وملأ أعمدة الصحف والمواقع الإلكترونية بعبق الكلمات، والوجه الباسم الذي أضاف إلى احتفالات التخرج في جامعة عدن وغيرها من الجامعات طابعاً من الأناقة والدفء.

صلاح الذي كان يتنقل بين زملائه كنسمة عليلة، يوزع الإلهام ويتقاسم معهم شغف الصحافة والثقافة، سيترك فراغاً كبيراً في المشهد الإبداعي، بل وفي قلوب كل من عرفه. هو شاب عصامي بأخلاقه الرفيعة، وصاحب قلم لطالما كتب عن الوطن، لا لينتقد فقط، بل ليحلم أيضاً، بأن اليمن التي يحبها، ستعود يوماً كما كانت؛ وطناً يستحق الحياة.

لكن اليمن التي دمرتها الحرب، ومزقتها الصراعات، لم تمنحه ذلك الحلم، بل أجبرته، كغيره من المثقفين والمبدعين، على خوض رحلة النفي القسري خارج حدودها. ليس بحثاً عن ملاذ آمن فقط، بل سعياً وراء حياة تليق بما يحمل من أحلام ومواهب.

صلاح، الذي أعطى لوطنه الكثير، سيرحل الآن ليبني مستقبله في بلدٍ جديد. هو لا يهاجر هرباً من هويته، بل أملاً في أن يجد في الغربة ما عجز وطنه عن منحه. وكأن اليمن، وهي التي تنزف جراحها بصمت، ترسل أبناءها سفراء للعطاء في كل بقاع الأرض، ليحملوا اسمها حيثما حلوا، ولعلهم يوماً يعودون.

صلاح الحقب ليس مجرد شاب يغادر بلده؛ إنه قصةٌ من قصص الإبداع اليمني، التي شاءت الأقدار أن تُكتب صفحاتها الأخيرة بعيداً عن الوطن. لكنه سيظل يحمل اليمن في قلبه وقلمه، مؤمناً بأن الغد، مهما بدا بعيداً، سيشرق يوماً بوطنٍ يستحق أبناءه، وبأبناء يعيدون إليه الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى