عدن.. من مدينة تغني البحر إلى صورة واقعية من أدب الديستوبيا

رندا جلال:

عدن، المدينة التي كانت تُغني البحر وتُشرق بالأمل، بدأت تتحوّل في نظري إلى صورة واقعية من أدب الديستوبيا. أقول ذلك وأنا أستحضر روايات جورج أورويل، مثل 1984 ومزرعة الحيوان، التي تُصوّر عوالم تنقلب فيها المعايير، وتُغتال فيها الأحلام، وتُصبح الفوضى جزءًا من الحياة اليومية.

اليوم، وأنا أراقب التحوّلات من حولي، لا أوجه اتهامًا، بل أطرح تساؤلًا مشروعًا:

هل بدأت ملامح الديستوبيا تتسلل إلى تفاصيل واقعنا؟

انقطاع الكهرباء، صراعات البقاء، الوجوه المتعبة، وصمت الشوارع بعد أن كانت تنبض بالحياة… كل ذلك يُشبه وصفًا قرأته مرةً في رواية، لا مدينة.

هذا ليس نقدًا مباشرًا، ولا دعوة للصراع، بل محاولة لفهم ما يحدث من خلال عدسة الأدب والفكر.

إنه صوت مشترك بين قارئة تشبّعت بالقصص المظلمة، وإنسانة تحنّ لأيام كانت فيها عدن تنام وتحلم مطمئنة.

الديستوبيا في الأدب كانت دائمًا تحذيرًا، لا واقعًا مفروضًا.

فهل يمكن أن نعيد للمدينة نبضها قبل أن يتحوّل السؤال إلى حقيقة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى