في اليوم العالمي للقانون .. لـ جواد النابهي

رواها 360:
في عالم يسوده التغيير والتحولات، يبقى القانون هو الأساس الذي يحفظ الحقوق، وينظّم العلاقات، ويضمن العدالة للجميع.
نحتفل اليوم، ليس فقط بالنصوص القانونية، بل بروح العدالة والمساواة التي نحملها معنا كل يوم، لنواصل السعي نحو مجتمع أكثر عدلًا وازدهارًا. وفخورٌ كوني أنتمي لهذا التخصص العظيم.
وبمناسبة اليوم العالمي للقانون، نؤكد أن القانون ليس مجرد وسيلة لحل النزاعات، بل هو دعامة أساسية لتقدم المجتمعات واستقرارها. وهي مناسبة عالمية لتعزيز الوعي بأهمية القانون في حياة الأفراد والدول، وتسليط الضوء عليه كونه الركيزة الأساسية لبناء مجتمع يسوده النظام والعدل والإنصاف، وتُصان في ظله الحقوق والحريات.
كما يمثل هذا اليوم فرصة لتذكيرنا بأهمية الوعي القانوني، والتمسك باحترام القانون كمقياس رئيسي لنهضة الدول ومحرك أساسي للتطور والازدهار.
وبهذه المناسبة، أحببت أن أُذكّر نفسي وكل منتسبي المعهد العالي للقضاء وخريجي كليات الحقوق والشريعة، بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – عندما بعثه واليًا إلى اليمن، فقال له:
“إن القضاء فريضةٌ مُحكَمة، وسُنَّة مُتَّبَعة، فافهم إذا أُدلي إليك؛ فإنه لا ينفع تكلُّمٌ بحقٍّ لا نفاذ له، وآسِ بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك؛ حتى لا يطمع شريف في حَيفِك، ولا ييئس ضعيف في عدلك، والبيِّنة على من ادَّعى، واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين الناس إلا صلحًا أحلَّ حرامًا أو حرَّم حلالًا، ومن ادَّعى حقًّا غائبًا أو بيِّنَة، فاضرب له أمدًا، فإن جاء ببيِّنَة أعطيته بحقّه، وإن أعجزه ذلك استحللت عليه القضية؛ فإن ذلك أبلغ في العذر، وأجلى للعمى. ولا يمنعك من قضاءٍ قضيته اليوم، فراجعت فيه رأيك، وهُديت لرشدك، أن تراجع الحق؛ فإن الحق قديم، لا يُبطل الحق شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.”
هكذا كانت الوصايا لمن يقيمون العدل بين الناس في عهد الخلفاء الراشدين؛ لم تكن مجرد وصية لأبي موسى رضي الله عنه، بل وصية للأمة الإسلامية كافة، وللقضاة وولاة الأمر خاصة.
اللهم اجعلنا من أهل الحق، ننطق به وندافع عنه وننصر المظلومين.