في رسالة الى جماعة الحوثي : البحرية الأمريكية تعود مجددًا

زعمت جماعة الحوثي في اليمن تحقيق “انتصار” ضد البحرية الأمريكية، على خلفية مغادرة حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن (CVN-72) للشرق الأوسط بعد ثلاثة أشهر من الانتشار. لكن الحقائق تشير إلى أن البحرية الأمريكية، التي تمتلك قدرة فريدة على التحرك عالميًا، لم تُجبر على الانسحاب بل أعادت تموضع قواتها بناءً على استراتيجيات أوسع.

الانسحاب المزعوم أم إعادة التموضع؟

غادرت “أبراهام لينكولن” الشرق الأوسط واتجهت إلى ميناء كلانغ في ماليزيا، ما ترك المنطقة بدون حاملة طائرات أمريكية بشكل مؤقت. ورغم هذا، تشير تقارير أمريكية إلى أن حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس. ترومان (CVN-75)” موجودة الآن في البحر الأبيض المتوسط بعد تدريبات بحرية مكثفة، وقادرة على التحرك شرقًا إذا لزم الأمر.

هذا التغيير في الانتشار يعكس ديناميكية البحرية الأمريكية، التي لا تزال تُعتبر “أستاذًا كبيرًا” في المناورات العسكرية العالمية. بمعنى آخر، البحرية الأمريكية لا تلعب لعبة “رد الفعل” بل تتبنى استراتيجيات طويلة الأمد، تشبه لعبة الشطرنج، حيث يتم التفكير بخطوات متعددة مسبقًا.

حاملة الطائرات الأمريكية روزفلت
حاملة الطائرات الأمريكية روزفلت

تحديات الحوثيين وتصاعد قوتهم

في المقابل، لا يمكن تجاهل التطور الملحوظ في قدرات الحوثيين العسكرية، خاصة في مجال الصواريخ والطائرات بدون طيار. التصريحات الصادرة عن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية، بيل لا بلانت، تشير إلى أن صواريخ الحوثيين أظهرت أداءً مذهلًا في الأشهر الأخيرة، مما يزيد من تعقيد العمليات العسكرية الأمريكية وحلفائها في المنطقة.

لكن على الرغم من هذه التحديات، فإن البحرية الأمريكية تحتفظ بقدرتها على الانتشار السريع في أي منطقة. إضافة إلى ذلك، عززت القوات الجوية الأمريكية وجودها الإقليمي بنشر قاذفات B-52 ستراتوفورتريس وطائرات مقاتلة متطورة، ما يعكس الجدية التي تتعامل بها واشنطن مع تصعيد الحوثيين وحلفائهم الإقليميين.

التحديات الداخلية والإقليمية

بينما يحتفل الحوثيون بما وصفوه بـ”إجبار أمريكا على الانسحاب”، فإن واقع القوة العسكرية والسياسية يشير إلى ديناميكيات أوسع. تعتمد البحرية الأمريكية على إعادة التموضع لتعزيز وجودها في المناطق ذات الأولوية، مع الحفاظ على القدرة على التدخل الفوري.

أما بالنسبة للحوثيين، فرغم الإنجازات الميدانية، فإن التحديات الداخلية في اليمن، والضغوط الإقليمية والدولية، تشكل اختبارات مستمرة لقدرتهم على الاحتفاظ بمكتسباتهم وإدارة الأزمة.

الرسالة: حذر مزدوج مطلوب

بين القوة المتنامية للحوثيين وإعادة تموضع البحرية الأمريكية، يبقى الشرق الأوسط منطقة شديدة التعقيد. وعلى الرغم من الثقة التي يظهرها الحوثيون، فإن التحركات الأمريكية تشير إلى استراتيجيات أكثر تعقيدًا وأبعد مدى.

في نهاية المطاف، يجب على الطرفين تبني الحذر. فالتصعيد في هذه المنطقة يحمل دائمًا مخاطر غير محسوبة قد تغير موازين القوى بشكل دراماتيكي.

الرابط ادناه لقراءة المقال من موقعه الأصلي:
https://nationalinterest.org/blog/buzz/message-houthis-us-navy-coming-back-213889

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى