في يوم الإحتفال بعيد المُعلِم .. رسالة مؤثرة من دكتور إلى معلمه بعد اللقاء به بعد سنوات من الإفتراق

رواها 360:
تحت عنوان «عبدالرقيب مهيوب النابهي .. أستاذي وبه أفخر» دون الدكتور أمين عبدالخالق العليمي، على حائط صفحته الشخصية رسالة مؤثرة لمعلمه والذي وصفه بأنه لم يكن مجرد معلم، بل كان له ولزملائه أبًا وأخًا ومرشدًا في طريق الحياة ،، جاء في تلك الرسالة:
في هذا اليوم المشرق، حين تلتقي النفوس بالشكر والعرفان، طرِبّت آذآني بسماع صوت أستاذي الغالي والعزيز الأستاذ عبدالرقيب مهيوب النابهي بعد فترة طويلة لم التقي به ولم أجد رقمه إلا بالصدفة اليوم، أقف عاجزًا عن التعبير أمام القامة السامقة، والنبراس الذي أنار لنا دروب العلم والمعرفة، أستاذي القدير عبدالرقيب مهيوب النابهي، كيف لأصوات الكلمات أن تفي بحق رجل جعل من التعليم رسالة سامية، ومن العطاء نهرًا لا ينضب؟ كيف تسعفني الحروف لأصف معلمًا حمل همومنا كأنها همومه، ووضع نجاحنا نصب عينيه، فنال قلوبنا قبل أن ينال عقولنا؟
أستاذي، يا من تتسمرّ أمامك القامات وتنحني الهامات إيمانًا بعظمتك ووفائك، يا من كانت حروفك تشبه زخات المطر، تروي عطش العقول وتفتح آفاق الفهم ، لقد كُنتَ لنا شجرة وارفة الظلال، نستظل بظلها، ونقطف من ثمارها كل ما هو نافع وجميل، لست مجرد معلم، بل كنت لنا أبًا وأخًا ومرشدًا في طريق الحياة، وفي كل كلمة من كلماتك، كانت تتجلى تلك الحكمة العميقة التي علمتنا أن العلم ليس في الكتب وحدها، بل في القلب الذي ينبض بالحب والخير، كنت ترشدنا وتربينا على القيم قبل المعرفة، وعلى الأخلاق قبل الشهادات، وأمام هذا العطاء اللا محدود، نشعر أن الكلمات تخوننا، فهي لا تكفي مهما صغناها بأجمل الألفاظ.
أستاذي: لا يمكن لكلماتي أن تفيك حقك، ولكنك باقٍ في قلوبنا وذاكرتنا ما حيينا، في عيدك، عيد المعلم، نرفع لك التحية بكل حب وإجلال، ونردد دعاءنا بأن يحفظك الله ويديم عليك نعمه، لتظل قنديلًا يضيء الدروب، ونبراسًا يهتدي به كل من مر على درسك أو قرأ حرفًا من علمك.
كل عام وأنت بخير ،،، يا من علَّمتَ الأجيال معنى العطاء الحقيقي، وكل عام وكل زميل لك ومعلم بخير وصحه وعافيه وسعاده وعطاء.