كارثة هذه الأسرة أكبر من القتل

البرلماني الشيخ محمد مقبل الحميري:
أسرة تُدمَّر وأطفالٌ يُشرَّدون بسبب سلوك ذئبٍ بشريٍّ استدرج الزوجة باتصالاتٍ مرئية، فتماهت معها وتجاوبت، فاستغلَّ ضعفها والتقط لها صورًا فيها تبرج، ثم أصبح يهددها بها ويبتزها مرارًا بطلباتٍ مادية، حتى أوصلها إلى مرحلة العجز عن تلبية مطالبه. وحين لم تتجاوب معه، هدَّدها بنشر الصور، فصدَّته بعد فوات الأوان، فما كان من هذا النذل إلا أن نفذ تهديده، ونشر صورها على “فيسبوك” مرفقة بتعليقاتٍ حقيرة.
أدَّى ذلك إلى معرفة الزوج، فطلقها على الفور، وهذا – من وجهة نظري – تصرفٌ يقوم به أي رجلٍ غيورٍ على عرضه، لا يقبل أن تفعل زوجته ذلك. إلا أن ردَّها كان جريمةً أكبر من الخطأ الذي ارتكبته، حيث صبَّت على زوجها زيتًا مغليًا بالنار، ففارق الحياة، وانتهى بها الأمر إلى السجن في المملكة، بينما ضاع طفلاهما بلا أبٍ أو أم.
إلى بناتنا
هذا درسٌ قاسٍ يجب أن تتعلمن منه. صحيحٌ أن الكثير متعاطفون مع هذه المرأة، لكنها أصبحت ضحية نفسها أولًا، لتجاوبها مع هذا الحقير الذي لا دين له ولا عرض ولا شرف، كما أنها أصبحت مجرمةً بقتل زوجها. ومهما كان رد فعله قاسيًا، فهو في النهاية إنسانٌ لديه غيرةٌ وكرامة، وكان جميلًا أنه لم يقدم على قتلها في لحظة غضب، فكانت هي من ارتكبت الجريمة.
إلى أخواتي وبناتي الكريمات، وإلى كل من ينادين بجواز العيش دون وصاية، وإلى كل النساء الشريفات – وكل بنات بلادي شريفات – يجب الاستفادة من هذه الحادثة لحفظ الأعراض وصيانة طهر البنات:
أسركنَّ مصدرُ أمانكنَّ، ومهما كانت ثقتكنَّ بأنفسكنَّ، فإن وقعت إحداكنَّ في مشكلةٍ أو خطأ، فلا تستغنِ عن العودة فورًا إلى الأب أو الأخ أو الزوج دون تأخير.
الهاتف وسيلةٌ للتواصل مع الأهل وللضرورات، وهو ذو فائدةٍ كبيرة، لكنَّ خطره عظيمٌ إذا زلَّت به إحداكنَّ، لذا لا تتواصلن إلا مع محارمكنَّ فقط، ومع الصديقات للضرورة، واحذرن صديقات السوء.
التواصل مع الرجال الأجانب من غير ضرورةٍ خطأ، ونهايته غالبًا مأساوية. فتجنبن ذلك تمامًا، فالصداقة بين الجنسين لا يقرها ديننا ولا عرفنا، وعاقبتها يصنعها الشيطان، فاجتنبنها وأغلقن هذا الباب قبل أن يُدمِّر حياتكنَّ. وما حدث لهذه الفتاة أكبر عبرة.
المرأة في الأسرة أنفس من الرجال، وشرفها أغلى ما يملكه الشرفاء، فتذكرن أسركنَّ، وأن شرفهم بين أيديكنَّ، فحافظن عليه، ولا تحطمنه برعونةِ تصرفاتكنَّ.
إلى الرجال
على كل شابٍ تسوِّل له نفسه التلاعب بأعراض الناس أن يتذكر أن لديه أخواتٍ وزوجاتٍ وبنات، فليحفظ أعراض الآخرين ليحفظ الله عرضه. كما أدعو كل شريفٍ إلى مقاطعة من يسلك هذا المسلك الدنيء، فلا تصادقوه، بل انبذوه وقاطعوه، وربوا محارمكنَّ على العفة، ووجهوهنَّ إلى مخاطر التواصل مع الغرباء، وكونوا مصدر أمانهنَّ. فهنَّ أمانة، ولا تغفلوا عن رعايتهنَّ وتوجيههنَّ بحنانٍ وحبٍّ ورفق، وإياكم والغفلة.
وكما قيل:
“ومن رعى غنمًا في أرضِ مسبعةٍ – ونام عنها، تولَّى رعيَها الأسدُ.”
أما هذا الذئبُ الحقير، فأدعو الجميع إلى حملةٍ ضده، ومطالبة الجهات المختصة بسرعة القبض عليه ومحاكمته محاكمةً عادلة، وألَّا تأخذ أحدًا به رأفة، فهو عنوان الحقارة والسفالة بأبشع صورها، ويجب أن يكون عبرةً لكل من تسوِّل له نفسه العبث بأعراض الناس.
اللهم احفظ أعراضنا وأعراض المسلمين.