كُنتَ نافذة ضوء لنا ومصدر أمل

عزيز الماطري:
وليد المبدع المتألق والكاتب الكبير لا تقف حدود شخصيته هنا ، فوليد الانسان المتدفق حياة وبهجة ، لطيف المعشر مع الجميع ، يأسرك بلطفه ووده منذ اول لقاء ، يدخل قلبك ويسكن ويتربع كمحتل مرحب به ايما ترحيب .
سأفتقد الاخ الوفي والصديق الصدوق ، الهاش بوجه من حوله ، صاحب القهقهات الصاخبة والتعليقات الطريفة ، كيف لا وقد آسرتني بلطفك ونبلك وصدقك وتلقائيتك بلا تصنع او تزيد .
سأفتقد كلامك العذب ، وحديثك المنساب والمتدفق كنهر بلا توقف عند تجلياتك بتلك الأمسيات الطويلة ، حتى أحاديثنا عن اللهجات اليمنية وتنوعها وتبادل مفرداتها ومقارناتها بين القرى والجهات .
سأفتقدك يا صديقي حين تمسك بلابتوبك المتداعي وتقرأ لي بعض من مسودة روايتك الاخيرة المنكب على إتمامها .
سأفتقد اتصالاتك الطويلة وسؤالك عن الحال والأولاد ، وحديثك عن ادهم ابنك واشتياقك له وعن اخيه الايهم وتعليقاته الحادة وردوده المسكتة .. كيف لي ان لا أبكيك وأحزنك وافتقدك .
تعال يا عزيز الحياة قصيرة ، هكذا كنتَ تردد وها قد جسد موتك المبكر صدق ما قلته .
استحضر موتك الصادم كل أحزاني وما اكثرها ، وهالني كم الفقد الذي احدثه موتك ، فعصر قلبي .
كلما ضاقت بي الارض ، ذهبتُ صوب وليد القي عليه بعض همي وغمي وكدري . فأعود متخففا من تلك الاكدار .
اتذكر بعض شطحاتنا حبا بصنعاء وهياما بها ، وكيف تشتاقها ، متذكرا ذكرياتك الجميلة والحزينة بها ، ، عدن حزينة هي الاخرى لرحيل محب لها كما كل اليمن عليك .
وليد الانسان الودود ، صلب الموقف غير مهادن او متلون بلا مواربة واضح كشمس في كبد النهار .
ستبكيك الكلمة ، وتحزنك الرواية ، ويذرف القلم دمعا ، سيبكيك محبي الحرف باستعجالك الرحيل .
الموت والفقد الذي نعيشه سجلته في رواياتك ، الموت المفاجىء بلا مقدمات ، الفقد المباغت ، وكأنك تقول لنا هذه الحياة الحزن رديف الفرح بها ، لاتأمنوا غدرها
حزني عليك اكبر وأعظم بكثير من اي وصف .
مرت ثلاثة اعوام مذ رحيلك الفاجع وحزننا لفراقك يكبر يوما عن يوم ومثلك يحق لنا حزنه للابد .
وكأن القدر اراد تعزيتي بمعرفتك بعد عقد من الرزايا ، ومثل كل شيء جميل لا يدوم طويلا رحلتَ بلا وداع .
شآبيب الرحمة تغشى روحك الطاهرة يا وليد.