نحن نغنّي، إذن نحن ما زلنا سعداء

تبقى الأغنية اليمنية واحدٌ ممّا تبقّى من مؤشرات ودلائل قليلة على إن الجمال والسعادة لا يزالان باقيان في حياة الإنسان اليمني المعاصر على الرغم مما تمرّ به البلاد من مرحلة حرجة هي الأصعب والأعقد في تاريخ اليمن.
ربما الإنسان اليمني سعيد بالفطرة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أنه ما يزال يغنّي على الرغم من كل يقاسيه من ويلات ومعاناة.
وربما يعترض البعض فيقول “ليس شرطاً على من يغني ( أو على الأقل على من يستمع إلى الأغاني) أن يكون سعيداً، إذ يغنّي الحزين والمشتاق والمحروم والمهموم… إلخ”
فتكون الإجابة أن السعادة المقصودة لم ولن تكون في بقاء الإنطباعات النفسية التي يفرضها الواقع السيء ويؤثر عليها بشكل سلبي، إنما وبشكل أعمق هي القدرة على تغيير هذا الإنطباعات بالطبع، ولو مؤقتاً، فاليمني ما يزال بوسعه أن يفرّ من واقعه قليلاً، أن يعبّر عنه، أن يصمد ويتحدى، وأن يعلن ويبرهن على إنه ما يزال موجوداً.
ومع الأسف، لم يعد بالمستطاع فعل ذلك إلا من خلال شيء واحد فقط، وهو الفن، والذي منه الغناء بطبيعة الحال.