نشوان العثماني : إلى من يبحث عن الحقيقة

إلى من يبحث عن الحقيقة
الصداقة لا تكون صداقة دون صدق، تمامًا كما لا يكون الإيمان إيمانًا دون حرية.
الحرية أساس الإيمان.
إن لكم تكن حرًا فلن تكون مؤمنًا، بل عبدًا. ثق بهذا.
فكيف يُطلب من الإنسان أن يؤمن، وهو لا يملك حقّ الاختيار؟
وكيف يُقال له: “آمن”، فيما يُسلب منه أقدس ما في روحه، حريته، في أن يصدق أو لا يصدق، في أن يسأل أو يبحث، في أن أو أن؟
الإيمان لا يُفرض، ولا يُغرس بالإكراه، كما أن الحب ليس أمرًا!
والصداقة لا تُشترى ولا تُرغم.
النور -إن وُجد نور- ينمو في القلب حين يكون حرًا، حين يتأمل، حين يواجه الأسئلة العميقة دون خوف.
كل إنسان له الحق المقدس في الإيمان أو عدم الإيمان، كما له الحق المقدس في التساؤل.
لا سلطة على الروح إلا قناعتها، ولا وصاية على القلب إلا حقيقته.
من أراد أن يؤمن، فليؤمن بحريته، ومن أراد أن يسلك دربًا آخر، فليفعل دون قيد أو تهديد.
الله، الرب الإله له كل المجد، واسع بما يكفي ليُطلب بمحبة لا بإجبار، وبنور لا بظلام الترهيب.
الإيمان بلا حرية جثة بلا روح،
وحرية بلا اختيار ليست حرية.
ومن ظنّ أن الله يحتاج إلى سلاسل تُكبّل العقول كي يُعبد، فقد أساء إلى الله أكثر مما أساء إلى الإنسان.
خذوا هذا، وسيروا عليه.