نص كلمة الرئيس العليمي أمام المنتدى الحضري العالمي في القاهرة

ألقى الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كلمة أمام المنتدى الحضري العالمي في نسخته الثانية عشرة، الذي انطلقت أعماله اليوم الاثنين في العاصمة المصرية القاهرة. فيما يلي نصها:
أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي،
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
الحضور جميعًا،
أود في البداية أن أعرب عن خالص التقدير وأصدق التهاني لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبًا على حسن التنظيم والاستضافة لهذا المنتدى الدولي الرفيع، والشكر موصول أيضًا للأمم المتحدة على جهودها المقدرة من أجل تحفيز بلداننا على اللحاق بركب التنمية المستدامة في مختلف المجالات.
وقد كان اختيار القاهرة لاستضافة هذا الحدث الأممي الهام أفضل تجسيد لفلسفة وأهداف المنتدى الحضري العالمي، حيث مثلت هذه المدينة العريقة رمزًا للثراء العمراني على مر التاريخ، والذي زاد تنوعًا وتوظيفًا لخدمة الإنسان واقتصاده الوطني خلال السنوات الماضية من عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يقود نهضة عمرانية وحضرية فريدة في تاريخ المنطقة.
لذلك، سيكون من الأمثل استفادة بلداننا من هذه التجربة الرائدة، في مقاربة الاستحقاقات الوطنية المتعلقة بالتنمية الحضرية وإعادة إعمار مدننا، بالاستعانة بتجارب الشركات والخبرات، والعقول المصرية التي أسهمت في صناعة هذا التحول الحضري والإنمائي العظيم.
السيدات والسادة،
صُمم المنتدى الحضري العالمي منذ تأسيسه لدراسة آثار التحضر السريع على المدن والمجتمعات والاقتصادات الوطنية، لكنه أيضًا مثل منصة فريدة بالنسبة لبلدان النزاعات المسلحة لعرض آثار الحروب والكوارث على واقع مدنها ومستقبل أجيالها المتعاقبة.
ولعله من حسن الحظ أن أكون هنا مع إخواني الرئيسين محمود عباس وعبد الفتاح البرهان، لنحكي قصصًا أخرى من تاريخ مدننا ومعاناة شعوبها.
ففي اليمن، أدت الحرب التي تسببت بها جماعة الحوثي الإرهابية إلى دمار هائل في قطاعات البنى التحتية والخدمات الأساسية، وفي المقدمة الكهرباء والطرق وخطوط النقل والموانئ والمطارات والجسور والمصانع والمنشآت التجارية.
وبلغة الأرقام، تشير التقديرات إلى تضرر خدمات المدن والحواضر اليمنية بنسبة 49%، خصوصًا في أصولها من قطاع الطاقة، و38% من قطاع المياه والصرف الصحي، فضلاً عن أضرار بالغة الكلفة في شبكة الطرق الداخلية، والأصول الخاصة بقطاع الاتصالات، بينما تضرر قطاع المساكن بشدة، وأعيدت نحو 16 مدينة يمنية عقودًا إلى الوراء.
وحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر نهاية العام 2019، فإن إجمالي الخسائر الاقتصادية اليمنية قد ترتفع بحلول عام 2030 إلى 657 مليار دولار، في حال استمرت الحرب، ولم تستجب جماعة الحوثي الإرهابية لنداء السلام ومتطلبات استعادة مسار التنمية.
وإنها لمناسبة جيدة في هذا السياق أن نثمن عالياً للأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، وباقي دول تحالف دعم الشرعية، جهودهم المقدرة في الحد من وطأة الحرب على الشعب اليمني، ومنع انهيار شامل لمؤسساته الوطنية.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
إن الحكومة اليمنية تواجه تحديات بنيوية وتمويلية معقدة في مواجهة المتغيرات المناخية التي ضاعفت من أعباء التدخلات الطارئة، وتباطؤ إنفاذ خطط التنمية الحضرية على مختلف المستويات.
وخلال العشر سنوات الماضية، تسببت الأعاصير القوية بدمار واسع النطاق، بما في ذلك الفيضانات والانهيارات الأرضية والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية ومنازل المواطنين.
بين أبريل وأغسطس هذا العام، على سبيل المثال، خلفت الفيضانات المفاجئة عشرات الضحايا، وأكثر من 100 ألف نازح، وخسائر في البنى التحتية والحيازات الزراعية قدرت بنحو 350 مليون دولار.
ورغم ذلك، تواصل الحكومة اليمنية، بدعم من أشقائنا والمجتمع الدولي، الوفاء بالاحتياجات الحتمية للتخفيف من أضرار التغيرات المناخية، بما في ذلك الاستثمار في البنية الأساسية، والاستجابة للطوارئ والمساعدات الإنسانية، وبناء القدرات المؤسسية والقطاعات المختلفة لتطوير خطط التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره.
وإننا على ثقة أن هذا المنتدى، كما هي الفعاليات التي تستضيفها مصر الحبيبة دائمًا، سيمثل إضافة مهمة كأهم حدث حول التحضر والتنمية العمرانية الشاملة في العالم.
شكرًا مجددًا الرئيس عبدالفتاح السيسي على حسن الاستقبال والوفادة. شكرًا لكل العاملين على تنظيم وإنجاح هذا المنتدى العالمي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.