هات العطيف ياب شضرب مطبع علب .. يكتب مجيب عساج

رواها 360:

نظام الريف يختلف تمامًا عن المدينة ، يستيقظ السكان مبكرًا في الصباح، وتتوجه وجهاتهم إما إلى العمل في الأودية أو إلى الجبال لرعي المواشي، أو إلى السوق لشراء احتياجات البيت.

عادةً ما يتناولون وجبة الغداء بين الساعة الحادية عشرة والساعة الثانية عشرة ظهرًا ، بعد الغداء، تكون الوجبة غالبًا (عصيد) مع صبغهم حقين أو وزف أو فته فطير هند أو دخن مع الحقين معفى (مغلي).

يبدأ الرجال والشباب بالبحث عن مكان التخزين، وغالبًا ما تكون هناك مجالس محددة لتناول القات بشكل يومي في القرية ، تبدأ التجمعات في المجلس وتبدأ جلسات القات بشكل استثنائي، حيث تسمع الأصوات عالية مختلطة بالضحك نتيجة المكارحة والنقاشات البسيطة التي قد تكون عن:

– ضمد (اثنين ثوار) “فلان أحسن وأقوى من ضمد علان.”

– أو مثلًا “فلان باع قاته بثمن بخس (زادوا عليه) بينما كان ثمنه أكثر بكثير.”

غالبًا ما تكون موضوعات النقاشات من داخل القرية نفسها ، لا يهتمون بالسياسة، من هو الرئيس وماذا فعل، ولا يهتمون بالاقتصاد، كم سعر صرف الدولار اليوم وكم أسعار الذهب.

تستمر المكارحة والنقاشات حتى الساعة الثالثة عصرًا، وبعدها تعم ما تُسمى “الساعة السلمانية”، حيث يكون المجلس ممتلئًا، لكن من شدة الهدوء والسكون لا تسمع شيئًا سوى صوت قرقرة المداعه أو سعال ذلك المدخن الكبير.

وفي الطرف الآخر، هناك في الزاوية رجل يشرد بعيدًا في تفكيره، بينما هو غارق في التخطيط، تجده ينتف شعر ذقنه، وشخص آخر يتحسس بين شعر الرأس عن الملخاخ ، الجميع ينظرون إلى النافذة يراقبون حر الشمس، حالمًا يبدأ الجو يبرد، يبدأ الإنسحاب من المجلس مغادرين واحدًا تلو الآخر، وكل واحد منهم له عمله الخاص.

المهم أنهم ينجزون شيئًا بعد التخزين ، فمنهم من يبحث عن العطيف (الفاس) وينطلق مع الرجن (الأغنام) إلى الوادي ويضرب مطبع علب (حزمة) للغنم، بينما هناك شخص آخر يأخذ الشريم وينطلق إلى المردع ويبدأ الوجام أو القحيز (قطع الزرع).

يستمرون في أعمالهم حتى تصل ثلاجة الشاي الأحمر، حيث يأخذون قسطًا من الراحة ويستمتعون بشرب الشاي مع حبة سيجارة أو تلقيمة شمة، ثم يعودون إلى إكمال مهامهم اليومية.

هكذا يكون حالهم كل يوم.

الحياة جميلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى