هل تولد الشخصية الرائدة أو تُنشأ

د. عبدالكريم بكار:

يعني، هل القيادة هبة فطرية، أو صناعة بشرية؟

هل يولد بعض الناس وهم يحملون في جيناتهم بذور التأثير والزعامة، أو أن التربية والتعليم والتجربة هي من تصنع القادة؟

الحقيقة أن المسألة أعقد من أن تُختزل في جينات أو صفات وراثية.
فالقيادة لا تأتي دفعة واحدة، بل تُبنى شيئاً فشيئاً، كالعمران الذي يبدأ بلبنة واحدة.

فالطفل حين يُعلّم تحمّل المسؤولية في صغائر الأمور، كترتيب غرفته، أو إنجاز واجباته دون تذكير ، وحين يُدرّب على التعبير عن رأيه، وإن لم يكن صائباً ، وحين يُترك ليجرب، ويخطئ، ويتعلم من أخطائه ، فإننا بذلك لا ننشئ مجرد شخص مستقل، بل نبني قامة قيادية تتهيأ لحمل الأمانة.

وقد رأيت من خلال تأملي وتجربتي أن القادة الحقيقيين ليسوا دائماً أصحاب الذكاء الخارق، أو الحضور البهي، بل أولئك الذين صقلتهم التجارب، وربّتهم التحديات، وغذّتهم القيم منذ نعومة أظفارهم.

فالتربية التي تُنبت شخصية رائدة، هي تربية الوعي، لا تربية الأوامر.
هي تربية المعنى، لا تربية الحفظ ، هي تربية الإنسان ليكون فاعلاً لا تابعاً، مؤثراً لا منفعلاً.

فمن أراد أن يرى في بيته قائداً للمستقبل، فليبدأ اليوم بزرع بذور القيادة،

مقالات ذات صلة


فما من نخلة شامخة… إلا كانت يوماً بذرة في يد مربٍّ حكيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى