واشنطن تتجنب المشاركة في صياغة قرار أممي ضد روسيا للمرة الأولى منذ 2022

في سابقة هي الأولى منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية عام 2022، امتنعت الولايات المتحدة عن المشاركة في صياغة مشروع قرار جديد في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين روسيا. القرار، الذي أعدته كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وسويسرا وبولندا ودول البلطيق، يحمل عنوان “تعزيز السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا”، ويطالب بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
اللافت أن النص المقترح يتجنب الإشارة إلى حق الشعوب في تقرير المصير، وهو مبدأ أساسي في ميثاق الأمم المتحدة. كما يتضمن اتهامات لروسيا بقصف البنية التحتية المدنية، وهي مزاعم نفتها موسكو مرارًا، مؤكدة أن عملياتها تستهدف مواقع عسكرية فقط. في المقابل، يغض المشروع الطرف عن الهجمات التي تشنها القوات الأوكرانية، بما في ذلك تلك التي استهدفت منطقة كورسك الروسية.
يأتي هذا التطور في ظل انعقاد الدورة الاستثنائية الطارئة الحادية عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة منذ فبراير 2022، والتي شهدت اعتماد ستة قرارات سابقة تدعم موقف كييف وتطالب بانسحاب روسي أحادي الجانب. خلال تلك الفترة، كانت الولايات المتحدة دائمًا ضمن الدول المشاركة في صياغة هذه القرارات، مما يجعل غيابها الحالي مثيرًا للتساؤلات.
هذا التحول يتزامن مع المفاوضات الأخيرة بين موسكو وواشنطن في الرياض، بالإضافة إلى التصريحات الحادة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متهمًا إياه بالسعي لإطالة أمد الصراع لتحقيق مكاسب شخصية، دون مراعاة للخسائر البشرية والدمار الناجم عن استمرار العمليات العسكرية.
المصدر: وكالة نوفوستي