أين محمد؟
أين محمد ؟

مصطفى ناجي الجبزي:
البعض اجتهد ليصدّر للناس نبوءته بان الجماعة سترشد سلوكها مع الوقت وتتحول من العنف إلى اللين والتعايش.
والبعض جاهد ليقول انه لا حل عسكري مع الجماعة وانه لا سبيل إلا للتفاوض والتنازل. تفتقت قريحتهم في حبك الف حكاية وحكاية تقود إلى استسلام اليمنيين وخضوعهم لهذه الجماعة باسم المعاناة الإنسانية والسلام ووقف الحرب وكفاية وور .
والبعض امتطى صهوة بغل الكذب وروج محاسن ادارتها وسماحتها.
تفننوا في سرد حكاية الامن والأمان والفاعلية القضائية .
حتى الدول التي كان لليمنيين امل في ان يحصلوا على منفى فيها بدأت بتغيير تقييمها للوضع في اليمن واعتبار البلاد آمنة.
حين توحشت الجماعة واعتقلت وحبست عشرات الموظفين العاملين في المنظمات لم يفق البعض من صدمته وخيبة أمله وذهب يخاطبها ويتودد ويناديها بجماعة المحارب اليمني الاقوى.
لكن الوقت يثبت انها جماعة تثخن وتتوحش. وتوقُف الجبهات جعلها تستأسد على المواطنين وتضيق ذرعا باي صوت مختلف.
اغلقت ابواب السياسة ، وسدت امل التعايش وشطرت اليمن إلى يمنيين ماليا واقتصاديا وسياسيا وهوياتياً. لم تتحسن الأوضاع الإنسانية ولم يأت السلام المنشود.
لم تفض اي مشاورات إلى حل ولا مجال للدبلوماسية. بل ان الجماعة تغرق في تأليه نفسها على حساب بلد طيب وأرض جميلة وشعب عريق.
لم تتحمل الجماعة الحوثية ولن تتحمل صوتا مغايرا كصوت الشجاع محمد دبوان المياحي وزجت به في سجونها دون علم عنه إلا طيف خبر.
فأين محمد؟
لا منظمات ينتمي اليها تطالب به.
ولا كتلة صحفية ولا سياسية تلاحق بعده.