وفاة مسترابة لموظف أممي محتجز لدى الحوثيين بصعدة

توفي موظف في الأمم المتحدة، معتقل لدى المتمردين الحوثيين منذ يناير الفائت، في محافظة صعدة معقل الجماعة في أقصى الشمال اليمني، بحسب ما أعلن برنامج الأغذية العالمي في بيان اليوم الثلاثاء، ومصدر أممي وآخر أمني.
وكتبت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي على موقع إكس “أشعر بالحزن والغضب إزاء الخسارة المأساوية لعضو فريق برنامج الأغذية العالمي أحمد، الذي فقد حياته أثناء احتجازه تعسفيا في اليمن. لعب أحمد، الذي كرس نفسه للعمل الإنساني وأب لطفلين، دورا حاسما في مهمتنا لتقديم مساعدات غذائية منقذة للحياة”.
ونقلت وكالة أنباء “شينخوا” الصينية عن مصدر في الأمم المتحدة باليمن قوله اليوم الثلاثاء إن الموظف لدى برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أحمد باعلوي توفي الليلة الماضية في معتقل للحوثيين في محافظة صعدة.
وأكد المصدر أن باعلوي يمني الجنسية يعمل ضابط عمليات تكنولوجيا المعلومات في البرنامج الأممي.
ولم يكشف المصدر الأممي كيف توفي الموظف الذي جرى احتجازه في 23 يناير مع ستة آخرين أثناء تأدية عملهم في المحافظة، لكن الصحافي والمذيع في التلفزيوني اليمني أفاد في منشور له على منصة إكس أنه توفي جراء “التعذيب الوحشي”.
وأضاف الصحافي اليمني في تغريدة ثانية “من العيب والعار أن يتم تجاهل حقيقة مقتل الموظف في برنامج الغذاء العالمي تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي وتقييد الجريمة في بيانات البرنامج ضد مجهول مشاركة آثمة في الجريمة وتبييض للجرائم الحوثية بحق الحياة”.
وفي السياق ذاته، أكد مصدر أمني يمني في العاصمة صنعاء لوكالة الأنباء الصينية وفاة موظف في برنامج الغذاء العالمي في المحتجز بمحافظة صعدة، دون مزيد من التفاصيل.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها التي تسهدف الموظفين الأممين، ففي يوليو الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي مقتل أحد موظفيه، برصاص مسلحين مجهولين في مدينة التربة بتعز جنوب غربي اليمن.
وقال في بيان آنذاك إن مؤيد حميدي وهو مواطن أردني، توفي بعد وقت قصير من نقله إلى المستشفى، مشيرا إلى أنه وصل إلى اليمن مؤخرا لتولي منصبه الجديد كرئيس لمكتب برنامج الأغذية العالمي في تعز.
وكان فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة قد أكد الاثنين أن المنظمة الدولية علقت جميع عملياتها في محافظة صعدة اليمنية بعد احتجاز جماعة الحوثي المزيد من موظفيها.
وأضاف حق “هذا الإجراء الاستثنائي والمؤقت يسعى إلى الموازنة بين ضرورة البقاء وتنفيذ (المهام) وضرورة ضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة وشركائها وأمنهم”.
وتابع قائلا “مثل هذه الضمانات مطلوبة في نهاية المطاف لضمان فعالية جهودنا واستدامتها”.
ولم يحدد عدد الأشخاص الذين سيتأثرون بتوقف عمليات الأمم المتحدة.
وأوضح قائلا “يهدف هذا التوقف إلى إعطاء وقت للسلطة القائمة والأمم المتحدة لترتيب إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المعتقلين تعسفيا وضمان توفر الظروف اللازمة لتقديم الدعم الإنساني”.
وأضاف “لا تزال الأمم المتحدة ملتزمة تماما بمساعدة ملايين المحتاجين في أرجاء اليمن”.
وتعمل في صعدة سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إلى جانب العديد من منظمات الإغاثة الدولية، وفقا للأمم المتحدة. وفي أواخر الشهر الماضي، علقت الأمم المتحدة جميع الرحلات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
ولم يصدر تعليق من الحوثيين على وفاة الموظف الأممي ولا على تعليق الأمم المتحدة لأنشطتها في صعدة.
وفي يناير الماضي، اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي باعتقال 13 من موظفي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية في صنعاء.
وكانت جماعة الحوثي قد شنت في يونيو من العام 2024 حملة اعتقالات طالت عشرات العاملين في منظمات أممية ودولية ومحلية في صنعاء.
وبعد أيام من حملة الاعتقالات، أعلن الحوثيون إلقاء القبض على عناصر رئيسة بشبكة تجسس أميركية إسرائيلية مرتبطة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
وطالبت الأمم المتحدة أكثر من مرة جماعة الحوثي بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الموظفين المحتجزين في صنعاء.
وتسيطر جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على مساحات شاسعة باليمن من بينها العاصمة صنعاء، وتحتجز منذ 2021 عشرات من موظفي الأمم المتحدة. ولدى الجماعة حاليا نحو 24 موظفا محتجزا من المنظمة الدولية.