تحركات المبعوث الأممي تكشف إغفال مسار السلام في اليمن

كشفت التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن تركيز متزايد على قضية موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لدى جماعة الحوثيين، متجاهلًا مسار السلام الشامل في البلاد، وفق ما اعتبرته الحكومة اليمنية قضية فرعية.
وأعرب غروندبرغ، في إحاطة أمام مجلس الأمن، عن قلقه إزاء موجة الاعتقالات الجديدة التي طالت عددًا من موظفي المنظمة، مطالبًا بتحقيق شفاف في وفاة أحد المحتجزين.
في المقابل، كانت قد أكدت الحكومة اليمنية سابقا، على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، أن الأولوية يجب أن تكون لدفع جهود السلام وإنهاء معاناة اليمنيين، بدلًا من التركيز على ملفات جزئية.
وعبر غروندبرغ عن قلقه من الموجه الرابعة من الاعتقالات التي تنفذها جماعة الحوثي بحق عدد من موظفي المنظمة وأخفائهم في المعتقلات.
ودعا في إحاطة أمام مجلس الأمن، الخميس، إلى فتح تحقيق شفاف في وفاة أحد الموظفين الأمميين الذي كان محتجزًا لدى الحوثيين.
وقال إنه يتابع التحركات العسكرية، والتحشيد، ومحاولات التسلل من قبل من أسماهم جماعة الحوثيين، مؤكدا أن تحقيق السلام في اليمن لن يسهم فقط في إنهاء معاناة الشعب اليمني، بل سيدعم أيضًا استقرار المنطقة بأسرها.
وعلّق المبعوث الأممي على “التدهور السريع للوضع الاقتصادي في اليمن”، وقال إنه يثير قلقاً بالغاً. هذه المعاناة تطال الجميع في أنحاء البلاد. في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، عانى السكان من انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، وصلت في بعض الأحيان لأكثر من 24 ساعة.
ورحّب المبعوث الأممي بـ”الهدوء النسبي”، مستدركًا: “لكن لا يمكن التغافل عن التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجه اليمن”، ومن بين تلك التطورات المقلقة للغاية “موجة الاعتقالات التعسفية الرابعة التي نفذتها أنصار الله الشهر الماضي واستهدفت موظفي الأمم المتحدة”.
وقال غروندبرغ إنه يؤيد دعوة الأمين العام لإجراء تحقيق عاجل وشفاف وشامل في وفاة أخد العاملين في برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه لدى أنصار الله، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة، والعاملون في المنظمات غير الحكومية، وأفراد المجتمع المدني.