الأمن السوري ينتشر في جرمانا بعد اشتباكات مع مسلحين والاحتلال الإسرائيلي يهدد بالتدخل

شهدت ضاحية جرمانا، الواقعة جنوب شرق العاصمة السورية دمشق، انتشاراً مكثفاً لقوات الأمن التابعة للسلطات السورية، وذلك في أعقاب اشتباكات عنيفة مع مسلحين محليين من الطائفة الدرزية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. هذه التطورات جاءت بالتزامن مع تصريحات من جهات خارجية، أبرزها من الكيان الإسرائيلي، التي هددت بالتدخل العسكري لحماية أبناء الطائفة الدرزية في المنطقة.
ووفقاً لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بدأت الاشتباكات مساء الجمعة الماضي، عندما تعرضت نقطة تفتيش أمنية لهجوم من قبل مسلحين، مما أدى إلى مقتل عنصر أمن وإصابة آخر. وتصاعدت الأحداث لاحقاً، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل شخص آخر وإصابة تسعة مدنيين وأمنيين خلال الاشتباكات التي استمرت حتى يوم السبت.
وأكد المقدم حسان طحان، مدير أمن محافظة ريف دمشق، في تصريح لـ(سانا)، أن القوات الأمنية بدأت بالانتشار في جرمانا لـ”وضع حد للفوضى” وإزالة الحواجز غير الشرعية التي أقامتها مجموعات مسلحة، واصفاً إياها بـ”خارجة عن القانون” ومتورطة في أعمال خطف وقتل ونهب.
من جهة أخرى، أثارت التصريحات الصادرة عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، موجة من الاستياء والرفض بين سكان المنطقة. فقد أعلن كاتس أن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بالتأهب، وأرسل “تحذيراً صارماً” إلى السلطات السورية، مهدداً بالتدخل في حال تعرض أبناء الطائفة الدرزية لأي اعتداء.
ورداً على هذه التهديدات، قال عيسى عبد الحق (53 عاماً)، أحد سكان جرمانا، لوكالة الأنباء الفرنسية: “ليقل الكيان الإسرائيلي ما يريد، نحن جزء من سوريا (…) إنهم يتحدثون إلى أنفسهم فقط”. فيما وصف صلاح عبد الرزاق العميد (56 عاماً) التصريحات الإسرائيلية بأنها “تحريضية ومتهورة”، وتهدف إلى “استقطاب فئات من الشعب”.
وأصدر مشايخ جرمانا بياناً ليل السبت، أعلنوا فيه رفع الحماية عن جميع المخالفين والخارجين عن القانون، ودعوا إلى تسليم المطلوبين إلى الجهات المختصة. من جانبه، أكد المقدم طحان أن القوات الأمنية ستلاحق جميع المتورطين في الأحداث وتقدمهم إلى القضاء، مشدداً على أن “أي بقعة جغرافية سورية لن تبقى خارج سيطرة الدولة”.
يذكر أن هذه الاشتباكات تأتي في سياق توتر أمني تشهده عدة مناطق سورية منذ وصول السلطة الجديدة إلى دمشق في الثامن من ديسمبر الماضي. وتتهم السلطات السورية مسلحين موالين للنظام السابق بتنفيذ عمليات عنف لزعزعة الاستقرار، بينما تؤكد أنها تستهدف “فلول النظام” السابق في عملياتها الأمنية.
وفي سياق متصل، شهدت مدن سورية عدة، بما في ذلك السويداء ذات الغالبية الدرزية، مظاهرات رافضة للتصريحات الإسرائيلية الأخيرة، خاصة تلك التي صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والذي أكد أن بلاده لن تسمح بانتشار قوات الإدارة الجديدة جنوب دمشق.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه سوريا تحولات أمنية وسياسية كبيرة، وسط مخاوف من تصاعد العنف وتدخلات خارجية قد تعقّد المشهد أكثر.
المصدر : فرانس24/ أ ف ب