عملية تقييم المرحلة الأولى لإنقاذ شجرة الغريب بتعز وسط تحديات تعرقل استمرار الجهود

رواها 360:

عُقد صباح اليوم الثلاثاء في منطقة السمسرة بالشمايتين جنوب تعز اجتماع ميداني ضم 21 مشاركا لتقييم المرحلة الأولى من عملية إنقاذ شجرة الغريب التاريخية. الاجتماع، الذي جرى بجوار الشجرة، جمع ممثلين عن المركز اليمني للإعلام الأخضر (YGMC)، واللجنة المجتمعية من مزارعين وعمال، وممثلين عن السلطة المحلية بمديرية الشمايتين، في خطوة تعكس جدية القائمين على إنقاذ هذا المعلم الطبيعي.

ولضمان دقة التقييم، شارك الدكتور رؤوف سلطان، أستاذ العلوم البيولوجية ووقاية النبات بجامعة تعز، والمهندس حمود علي صالح، اللذان فحصا الشجرة وقدما رؤى متخصصة حول حالتها الراهنة.

• تقييم شامل لواقع الشجرة وجهود الإنقاذ

شمل التقييم جانبين رئيسيين:

  • التقييم الفني المباشر: ركز على صحة الشجرة، ومتابعة الجزء المنفصل ومدى ارتباطه بالجذور، وملاحظة علامات التعفن أو تفشي الحشرات، إضافة إلى مراقبة استجابة الشجرة للعلاج.

  • التقييم الإداري والتنظيمي: تناول فعالية التخطيط والتنفيذ، وكفاءة الإدارة المالية، بالإضافة إلى دراسة الأثر الأولي للتدخلات وفرص استدامتها على المدى البعيد.

• تحديات تهدد استمرارية الإنقاذ

على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه عملية الإنقاذ تحديات جوهرية تهدد اكتمالها. أبرز هذه التحديات هو توقف بعض الإجراءات العلاجية الضرورية، مما يعرض الشجرة لمخاطر جسيمة إذا لم يُستأنف العمل فورًا. تشمل الاحتياجات الملحة ما يلي:

  • استمرار تنظيف الفطريات والحشرات للوقاية من انتشار الآفات.

  • دهان وقائي للأجزاء المكشوفة من الخشب لمنع تسرب الرطوبة والفطريات.

  • إزالة الحوض الإسمنتي والتربة غير المناسبة المحيطة بالشجرة لإعادة بيئتها الطبيعية.

ويؤكد المشاركون في الاجتماع على ضرورة هذه الخطوات لضمان تعافي الشجرة واستعادة عافيتها على المدى الطويل.

• مساع لتجاوز العقبات بدعم رسمي

عقب الاجتماع، تقرر تشكيل وفد لزيارة محافظ تعز الأستاذ نبيل شمسان، ومدير مديرية الشمايتين الأستاذ عبد العزيز الشيباني. يهدف الوفد إلى عرض التحديات والسعي للحصول على دعم رسمي لاستئناف التدخلات العاجلة.

وأكد معاذ ناجي المقطري، رئيس المركز اليمني للإعلام الأخضر والداعي للاجتماع، على أهمية العمل الجماعي، مشيراً إلى أن تضافر الجهود المؤسسية والمجتمعية هو السبيل الوحيد لإنقاذ شجرة الغريب، باعتبارها رمزاً ثقافياً وبيئياً فريداً.

• تحذير من عواقب التأخير

حذر الدكتور رؤوف سلطان من أن أي تأخير إضافي في معالجة هذه التحديات قد يؤدي إلى نتائج كارثية على الشجرة. فاستمرار انتشار الفطريات والحشرات يهدد الأجزاء السليمة، وغياب الدهان الوقائي يزيد من خطر الرطوبة والتعفن. كما أن بقاء الحوض الإسمنتي والتربة غير المناسبة يؤدي إلى اختناق الجذور وحرمانها من التهوية والمغذيات، مما يهدد حياة الشجرة بأكملها.

إن فقدان شجرة الغريب لا يعني فقط خسارة معلم طبيعي وتاريخي، بل ضياع إرث بيئي يهم المجتمع المحلي وعموم اليمنيين. لذا، فإن نجاح هذه المبادرة مرهون باستمرار الجهود وتذليل التحديات في أسرع وقت ممكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى