ببساطة أنا مجرد راكب عادي في هذا الباص الكبير المسمى الحياة

مختار الحقب:

أنا إنسان عادي جدا لا أتقن صناعة العظمة ولا أطمح لجائزة نوبل في السلام الداخلي أضحك من قلب ساذج على صديقي الذي يلبس نظارة شمسية وقد أبكي بصمت غريب عند منتصف ليل فارغ لأن ضوء غرفة إخوتي دخل من تحت باب غرفتي.

أقرأ الرسائل الدينية يوم الجمعة بكل احترام حتى لو كانت مزينة بما يكفي لزفاف ولا أرد عليها ليس تجاهلا بل لأنني لا أملك الطاقة لأقول علينا وعليك وجمعتك مباركة بأسلوب شاعري جديد كل أسبوع.

أمارس هوايتي في سب الحكومة وشيوخ الدين كطقس يومي مثل شرب الماء وأجد في هذا نوعا من التأمل السياسي المجاني فأنا لست معارضا محترفا ولا مؤيدا مضحوكا عليه أنا فقط مش موافق وهذا يكفيني لأتنفس.

لا يشغلني إن كانت الأرض مسطحة أم مكعبة طالما أنني لا أملك ثمن تذكرة طيران لأتأكد بنفسي لا أهتم بنظريات المؤامرة ولا بالقضية الفلسطينية ولا بـ هل نحن وحدنا في هذا الكون أم هناك كائنات فضائية؟ لأني مشغول أكثر بسؤال من أين لي قات بكرة وأغراض الشيشة( معسل فحم قصدير).

لا أجادل كثيرا لأن الجدال رياضة نخبوية تحتاج طاقة وأنا مشغول بمواكسة الشيشة أشعل الفحم أعمل بوري جديد قرب الشيشة لا صديق لا تستطيع قصبة الشيشة الوصول إليه أنا بالكاد أستطيع الرد على محمد أخي وهو يبعث لي الكثير من الرسائل ويشكو لي أن الغربة أتعبته وأنه سيتوظف في الجيش القطري ويشكو لي أنه من شهر لم يستطع الخروج إلى الشارع بسبب الحمى.

ببساطة أنا مجرد راكب عادي في هذا الباص الكبير المسمى الحياة أجلس في زاوية وأنا مخزن أراقب العالم بعيون ساخرة وأكتب أحيانا في ملاحظاتي مش لازم أفهم كل شيء و تبا للعالم والضبح وجملة “غير الفحم يا مختار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى