تطور لا يعجب سكان مدينة تعز… من طوابير الغاز والبترول إلى طوابير الماء

بقلم مواطن يشتي يشرب:
بعد ما كان المواطن في تعز يقضي نص يومه أو أسبوعه في الطوابير يبحث عن البترول والغاز تغيّرت المعادلة…
صار الآن يبحث عن شيء أهم، أندر، وأغلى من الذهب…
الماء يا سادة!
لقد أصبحت دبب الماء في الشارع أكثر عددًا من الماره، ولو كنت تمشي في أحد أحياء تعز الصباحية، ستسمع نداءات مثل:
– “وين في ماء او مويه”
– “قالوا فوق… بس خلصت!”
– “والله اليوم تعبنا واحنا ندورها، ما لقينا”
أما الحكومة؟ فهي تتابع الوضع عن قرب… ومهتمة في راحة المواطن، في كل الموقع ومن وسائل التواصل، ومن مقاعدها المكيّفة!
يصدرون بيانات كل أسبوع:
“نؤكد حرصنا على إيصال المياه…”
لكن الحقيقة؟ المياه توصل بس للذين “قريبين من مشروع العم هايل سعيد والبعيد له الله”.
أصبح المواطن يتوضأ بالنية، ويغسل الصحون بالهواء، ويحمم الأطفال بتصريحات السلطة المحلية.
صار في تعز شيء اسمه “تاجر ماء”…
شاب عنده وايت وسماعات فوق السيارة يصيح: “ماء ماء كوثر الحق بببب 1000 ريال فقط مويه نظيفة… مويه معقمه”
يا جماعة، المواطن مش طالب مستشفى مجاني، ولا رواتب باليورو…
بس عطش!
نعم، عطشان…
يشتي يشرب، يغسل، يتنفس، يعيش بكرامة…
وإلا فلا تلوموه لو خرج يحمل دبتين، وحدة للماء… ووحدة لـ”الغضب”.
فريد السعيدي