رئيس مجلس القيادة يدعو إلى اصطفاف وطني كامل لمواجهة المتغيرات المحلية والإقليمية

رواها 360:
دعا فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، جميع القوى والمكونات السياسية والاجتماعية إلى استلهام روح ثورة 14 أكتوبر المجيدة، وتعزيز الاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات والمتغيرات المحلية والإقليمية، والمضي قُدماً في جهود استعادة مؤسسات الدولة وإسقاط الانقلاب، وتحويل الأزمات إلى فرص بناءة.
وفي خطاب وجهه إلى الشعب بمناسبة الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر، ألقاه نيابة عنه وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد باذيب، أكد فخامته أن القيم التي رسختها ثورتي أكتوبر وسبتمبر، والاستحقاقات الوطنية الراهنة، تفرض ضرورة العمل المشترك والتكامل لإنجاز الأهداف الوطنية الكبرى، وعبور اليمن من هذا المنعطف التاريخي الحرج الذي يزداد تعقيداً مع التطورات المتلاحقة في المنطقة.
وأشار فخامته إلى أن التحديات المتشابكة تضع الجميع أمام مسؤولية تاريخية تستدعي توحيد الصف الجمهوري، ومواجهة المشاريع الاستعمارية الجديدة التي يحاول النظام الإيراني عبرها مصادرة إرادة الشعب اليمني وتمزيق نسيجه الاجتماعي وهويته الوطنية.
ورغم ما خلفه انقلاب المليشيات الحوثية من أوضاع مأساوية، شدد الرئيس العليمي على أن روح ثورات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ما تزال متقدة مع كل فجر جديد، داعياً أبناء الشعب اليمني إلى الإيمان بأن المستقبل المشرق قادم، وأن توحيد الجهود والقلوب هو السبيل لتجاوز التحديات وتحقيق الانتصار.
كما جدد فخامته التأكيد على التزام الدولة بواجباتها الأساسية، وفي مقدمتها الاستمرار في صرف المرتبات، وتأمين الوقود والواردات السلعية والخدمات الأساسية، لاسيما الكهرباء والمياه والتعليم والرعاية الصحية.
وقال فخامته إن الحكومة، بدعم من الأشقاء والأصدقاء، تنفذ استراتيجية هادئة لتحويل الأزمات المتلاحقة إلى فرص، من خلال تنمية الإيرادات الذاتية، وتعزيز السمعة الدولية للبنك المركزي، وتوسيع الحراك الدبلوماسي والإنمائي، مؤكداً أن ثمار هذه الجهود ستظهر تدريجياً في العاصمة المؤقتة والمحافظات المحررة.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية أسهمت في بناء تحالفات جديدة، وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بالحكومة الشرعية، وكشف زيف روايات المليشيات الحوثية، مع التأكيد على ضرورة الاستعداد لأي تصعيد محتمل من قبل تلك المليشيات.
وأكد فخامته أن التحديات التي تواجه اليمن لن تنتهي بوجود المليشيات المارقة، بل قد تتفاقم وتتشعب، مشيراً إلى أن تصعيد المليشيات الحوثية واستدعاء العدو الإسرائيلي لضرب مقدرات اليمن وبناه التحتية والاقتصادية لم يغير شيئاً في معادلة الصراع، بل أدى إلى تفاقم المعاناة في المنطقة وزيادة الأضرار بمصالح الشعوب.
وشدد الرئيس العليمي على أن اليمن سيتعامل مع المليشيات الحوثية وداعميها باعتبارهم تحدياً وجودياً للشعب اليمني وهويته الوطنية وعلاقاته الإقليمية والدولية.
وفي السياق ذاته، أكد فخامته أن اليمن، حكومة وشعباً، يدين السلوك الإسرائيلي المتطرف والاعتداءات المتكررة على اليمن وسيادته الوطنية، مجدداً موقف الجمهورية اليمنية الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام.
كما عبر عن دعم اليمن الكامل لسيادة الدولة اللبنانية وحقها الحصري في احتكار السلاح واتخاذ قراري السلم والحرب.
واختتم الرئيس العليمي خطابه بالتأكيد على أن وقف العدوان الإسرائيلي هو مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة، وأن إنهاء الانتهاكات الوحشية سيحرم إيران ووكلاءها من ذرائع تأجيج الأوضاع ومصادرة الإرادات الوطنية.
وأعرب عن أمله في أن تشكل المتغيرات الإقليمية فرصة للمليشيات الحوثية لمراجعة مواقفها، والعودة إلى صف الوطن، بعيداً عن الارتهان للخارج، من أجل مصلحة الشعب اليمني ونصرة القضية الفلسطينية، وتحقيق السلام الدائم في اليمن.