البعبوقان و البلدة

سليمان مطران/
(البعبوقان) ليس أسم لمسلسل و لا هو علامة تجارية لشركة ما، لا أدرى لعله اسم لكإن بحرى او طائر من الطيور المهاجرة او من الزواحف، لكنه كان صدىً لذكريات صوت الامهات في ساحل حضرموت و أمى (الله يرحمها) إحداهن : “أُخرجها لا تلبسها فيها بعبوقان” مما يعكس حرصهن على ان نغادر البيت إلا بكامل نظافتنا ولهذا تجد ان صغار مدينة المكلا و ما جاورها (الديس، الشرج) في اواخر سبعينيات القرن العشرين اكثر نظافة من الارياف، حتى زوجات زمان يحرصن على ان لايخرج ابو الاولاد إلا نظيف الملبس و الهيئة، مما يعكس مفهوم النظافة لدى الامهات فى مجتمع ترتفع فيه نسبة الامية إلا من (النظافة من الايمان) تلك المادة نتاج ما يفرزه جسم الانسان من التعرق الطبيعي لتنظيم درجة حرارته وله فوائد عديدة لسنا بصددها الان.
إذن فإن البعبوقان لفظة تستخدم كثيرا جدا في ساحل حضرموت وتلوكها الالسن كثيرا في (الاربعينية)، ربما جيل (90) لم يسمع بها الا فيما ندر ، وهو ما يخلفه التعرق على ملبوس الانسان من خطوط بيضاء تبرز عادة في منطقة الظهر (الفقرة) و الإبط و مؤخرة (البنطلون والصاروم) ولهذا ترى كثير من سائقي سيارات الاجرة داخل المدن المزدحمة يتجنبون الصاق ظهورهم على مسند مقعد القيادة إتقاء التعرق وبروز خطوط البعبوقان على (الشميز) و تكسره نتيجة ما تحمله من املاح .
أما علاقة نجم البلدة بالبعبوقان ففيه ينعم سكان المكلا بإعتدال الجو لسيوعات الصباح و تتدرج في توديع ايام الاربعينية بكل ما فيها من لهيب و رطوبة و حرارة الجو و تكاد تكون من الاشياء الرئيسية لرسم خيوط البعبوقان على الملابس الملونه و المزركشة للرجال و النساء على حد سوى وخاصة اللون الاسود، ولهذا ترى كثير من سكان مدن الساحل في الاربعينية يرغبون لباس اللون الابيض وخاصة الصيادين .
سئلتُ الشيخ قوقل عن (البعبوقان) من قهره انطفت الكهرباء.



