اليمن تحوّلت إلى ساحة رهانات عبثية لا أكثر
د. مصطفى ناجي:
وأنا أقرأ بيانات بعض أعضاء مجلس القيادة الذين يطالبون بعدم الانفراد باتخاذ القرارات، وهم في الحقيقة يشيرون إلى سلوك رئيس مجلس القيادة، الدكتور رشاد العليمي، تمنيت لو أن العليمي كان بالفعل قد انفرد باتخاذ القرارات، ومارس كامل صلاحياته المخولة له بموجب اتفاق نقل السلطة خصوصا في جوانب الامن والجيش والخارجية .
من المؤسف أن تصدر مثل هذه البيانات التي تتغاضى عن سلوك انقلابي واضح من أحد الأعضاء، والذي اتخذ قرارات فردية غير قانونية، وقام بفرضها بالقوة، بينما يذهب البعض للمطالبة لا بتنفيذ روح ونص اتفاق الرياض، بل بالشراكة وتوزيع الصلاحيات!
ولا ننسى أن رئيس مجلس القيادة قام بتخويل كل عضو بمسؤوليات محددة، فمنهم من تولّى رئاسة لجان، ومنهم من أُوكل إليه إدارة ملفات حساسة.
ومع ذلك، ماذا كانت النتيجة؟
الواقع اليوم يعكس حقيقتين خطيرتين:
أن الملف اليمني، على عكس ما نتوهم، منفصل تمامًا عن الملفات الإقليمية. فحتى في ظل أزمة خطيرة كقصف إسرائيل لقطر، وجد بعض الشركاء الإقليميين الوقت لإثارة نكبة سياسية في اليمن تقوّض هيبة الحكومة، وتنسف كل إصلاحاتها المالية.
أن اليمن تحوّلت إلى ساحة رهانات عبثية، لا أكثر.
