تعز..نادي حِراك الثقافي يشارك الرهينة في مسار تحرّرها

هاجس الحرية وغريزة التحرّر هما الضمير الإنساني عُمقيًّا. تحت هذا الهاجس أقام نادي حِراك الثقافي عصر اليوم في المعهد التقني في النشمة ضمن نشاطاته التي يسعى من خلالها إلى تعزيز الوعي الجمهوري الحلقة الثالثة من دورة الوعي الجمهوري: الرهينة حرٌّ، قراءة في رواية (الرهينة) لزيد مطيع دمّاج، وبحضور من مجموعة من شبابه المثقفين وبحضور مدير مكتب الثقافة في المديرية الأستاذة نجاة نعمان.
“نقرأ رواية (الرهينة) من أجل نقاط كثيرة” افتتح ضياف البراق الذي أدار الأمسية: “منها معرفة تلك الحقبة التي عاشها اليمنيون في ظل الحكم الإمامي الفاسد داخليًا وخارجيًّا”. ثم تطرّق إلى أهمية الرواية في كشف الواقع في عهد الإمامة باعتبارها مرآة عكست التركيب البنيوي للحياة اليمنية آنذاك سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا. وقدم الحضور مداخلاتهم ورؤاهم وأطروحاتهم الكثيرة في الأمسية وقد تضمّنت:
الرواية أداة تنوير وتغيير:
الرواية كعمل أدبي إنساني حديث قادرة على إحداث التغيير المطلوب لدى الجماهير. وهي أكثر شعبية وأكثر تأثيرية، وحاجة الإنسان إلى الرواية حاجة نفسية وروحية وديمقراطية، ومن أجل التغيير المطلوب في وطننا على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي نحن بحاجة إلى أدب روائي رفيع على مستوى الكيف والكم.
الرهينة: قصّة رهائن بدرجات متفاوتة:
من بين أحضان أمّه انتزعتِ الإمامةُ الإنسانَ اليمني وممتلكاته لترميه في قلعة العزلة يقتات ظلام السجن في ماضٍ أسود يستلبه إنسانًا وأرضًا، واستخرته في خدمتها ورعايتها وحراستها من اليقظة والثورة.
الرهينة قصّة شعب تكالب عليه ولاة الأمر واستُبيح دمًا ولحمًا ووجودًا. غيّبته عن حقيقة العالَم ومن ثم عن حقيقة ذاته محوّلة إياه إلى العبد الدويدار (عُبادي) الذي يلبي نزوات السلطة ما ظهر منها وما بطن في تفانٍ استسلامي يطرحه رهن الموت البطيء.
قراءات متعددة:
الرهينة رواية قابلة للتأويل المتعدّد: فمن الأيديولوجي المتطلّع لغدٍ أفضل من الأمس، إلى التاريخي المتجاوز الوثيقة التاريخية والدرس التاريخي إلى الأدب، إلى الواقعي يستكشف الواقع ويعيد خلقه، حتى الرمزي الذي يفكّك علاقة الفرد بالسلطة تتجوّل (الرهينة) في شوارع التأويلات المتعددة تصنع فرادتها الخاصة في الانفتاح على عوالم كثيرة.
رواية جديرة بالقراءة:
منذ الجملة الأولى حيث الفخ الأوّل لجذب القارئ وحتى النهاية الرمزية المفتوحة، يستفرد الكاتب بأسلوب خاص به يحمل بصمته ويشدّ القارئ إلى الاستمرار دون أن يمل: لغة بسيطة وعميقة مكتفية من العالَم الروائي نفسه لا تقبل أن تقص منها أو تزيد إليها كلمة، ووصف ذكي أثّث العالم الروائي بأشيائه وأمكنته وجوّه وشخوصه الحية من خلال حوار حي بتسميّاتها الواقعية، ومستوى واقع بلا استعراضات بهلوانية، كل ذلك كان كفيل بأن يجعل الرواية جديرة بأن تُقرأ من ألفها إلى يائها.
رواية أدبية تستوعب فنية السرد وتحجز لها مكانها في هذا النوع الأدبي حيث تستحقّ القراءة مازال الأدب الروائي على قيد القراءة والاستكشاف.
الاستبداد: سقوط الأشياء الجميلة:
الاستبداد يقتل المعنى الإنساني ويقتل الإنسان، ويشلّ قدرته على صناعة واقع أجمل أو قدرته على التقدّم نحو الأمام بخطى واثقة. الاستبداد يغتال حتى الضمير الإنساني. وبالتالي على الإنسان النضال المستمر وعدم الاستسلام له حتى نشرق شمس جماله ومعناه.
ختام ودعوة:
(الرهينة) رواية جديرة بالقراءة وجديرة بأن تكون من أهم 100 رواية عربية في القرن العشرين.
وإلى حلقة رابعة من دورة الوعي الجمهوري: أبجدية الجمهورية، قراءة في ديوان: أبجدية البحر والثورة للشاعر اليمني سلطان الصريمي يدعو حِراك إلى حضوركم في الحلقة القادمة في نفس الزمن والمكان.
نادي حِراك الثقافي.
الكلمة بيتُ العالَم.