دم افتهان يفضح صراعات تعز الداخلية

الصحفي نجم المريري::
لا يمكن لهذه الجماعة أن تنشط وتعرف نفسها إلا في مرآة العدو. العدو بالنسبة لها هو الأكسجين الذي تتنفسه، فإذا غاب، اختنقت ببعضها، وتحوّلت إلى ذئاب متناحرة في قفص واحد.. قفص الإتهام هذه المرة.
من تعز وباسم تعز خاصموا الجميع.. التحالف، الجنوب، مطلع، منزل، تهامة، وباسمها حتى خاصموا بعضهم بعضاً. ساقوا التهم للجميع، غلّفوها بشياطين العالم، وأمعنوا في إهانة روح المدينة التي استعاروها ظلما وعدوانا.
بعد إقالة امين احمد محمود خيّم على تعز شعور ثقيل بالخذلان، كان الرماد يغطي وجوه من يعرفون الحقيقة، الجميع استسلم للخيبة، إلا أنا والقليل ممن أعرفهم.
حينها فقدت عملي، لكن ما عزّاني هو يقيني بأن تعز ستسقط من قبضتهم حين تُسلَّم لهم كاملة.
في داخلي كنت أقول “سيأكلون بعضهم حين تخلو الساحة ممن يصفونهم بالمتربصين”.
كنت أعلم أنهم يحملون بذور سقوطهم في داخلهم، ورغم ذلك ما كنت أرجو سقوطهم. كنت أرجو أن تُصدر تعز قائدا جيدا أيا كان انتماؤه، مراراً حاولنا أن نصوب لهم الطريق، أن نذكرهم بالجرح الذي ينهشهم وينهش تعز من الداخل. مرارا حاولنا أن نوقظهم، لكنهم لم يروا فينا إلا خلايا نائمة!!
أتذكر يوم صراعهم مع أبي العباس، حين جنّدوا له غزوان. قلتُ لأحدهم “تظنون أنكم تستخدمون غزوان، بينما هذا الطفل المدمن في الحقيقة يستخدمكم.” والأخطر أنه يستخدم وجه المدينة، واسم المقاومة، ومع كل انتهاك ارتكبه كان يرسم للمدينة ولهم صورة مشوّهة.. ومع ذلك لم يتوقفوا عن تسخير دم الأبرياء لمعاركهم الصغيرة.
واليوم وقد أُخليت لهم ساحة تعز، عادت نظرية المؤامرة بأقصى قوتها.. كل من ينادي بالتصحيح لا بد أنه حوثي متخفٍ أو مجنّد من الساحل. هكذا يستمرون في الاحتماء خلف أعداء متخيّلين، ليبرروا فشلهم ويضمنوا بقاءهم في الواجهة.
لكن دم افتهان أفلت من قبضتهم هذه المرة… كان أقوى من أقنعتهم، وأشد حضوراً من ماكينتهم، ومن نضرية المؤامرة نفسها.. وأتمنى أن يحافظ الناس على حماسهم.. حتى يجرف دم افتهان ثعابينهم وعصيّهم وما صنعوا من كيد، وقد كشف الحقيقة الأكثر مرارة، حقيقة أن تعز مصابة من داخلها بورم سرطاني يجب استئصاله، وأي إفلات للقتلة، جميع القتلة، يعني إطالة عمر السرطان، وتقصير عمر تعز.
أتمنى أن يكون دم افتهان هو الأخير، أن يرخوا قبضتهم على تعز، وأن يُترك لها فرصة أن تتماسك في وجه عدوها الحقيقي.